وول ستريت جورنال - ديفيد هوداري ترجمة: نورهان عباس

زادت من توقعاتها السنوية للطلب العالمي خلال عام 2021



قالت وكالة الطاقة الدولية، أمس الأربعاء، إنه بعد مرور عام على تفشي وباء فيروس كورونا المستجد، واشتعال شرارة حرب الأسعار التي تسببت في أحد أضعف الشهور في التاريخ بالنسبة لأسعار النفط، فإن سوق الطاقة العالمية الآن باتت بحالة جيدة وفي طريقها إلى التعافي.

وفي تقريرها الشهري، رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها السنوية للطلب العالمي على النفط خلال عام 2021 بمقدار 230 ألف برميل إضافي يوميًا، ليصعد الإجمالي بذلك إلى 5.7 مليون برميل يوميًا، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع رفعت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) توقعاتها للطلب لعام 2021 بمقدار 100 ألف برميل يوميًا.

ورغم الانتعاش المتوقع من قِبل الوكالة - التي تتخذ من باريس مقرًا لها - سيظل الطلب أقل بنسبة 3٪ عن مستويات عام 2019، ومن المرجح نظر المستثمرين إلى توقعات الطلب المتزايدة من الوكالة خلال الربع الأخير من عام 2021، بوصفها إشارة إلى أن الاستهلاك في طريقه للتعافي.

وارتفعت أسعار النفط في وقت مبكر من يوم أمس الأربعاء، لتواصل مكاسبها المعتدلة حتى الآن هذا الأسبوع، وصعد خام برنت - المعيار العالمي الأسواق النفط - بنسبة 1٪، ليصل إلى 64.32 دولار للبرميل، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط، المعيار الأمريكي، بنسبة 1.2٪، لتصل بذلك إلى 60.87 دولار للبرميل.

وقال وارن باترسون رئيس استراتيجية السلع الأساسية في مؤسسة آي إن جي، إن ضعف الدولار الأمريكي ومستويات المخزونات المتفائلة التي أعلن عنها معهد البترول الأمريكي، إضافة إلى العراقيل المتسارعة التي ظهرت في المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، كلها عوامل أدت إلى ارتفاع أسعار النفط الخام.

وخلال الشهر الماضي تسببت توقعات وكالة الطاقة الدولية في انخفاض أسعار النفط، حيث أشارت في تقريرها إلى مستويات مخزونات النفط العالمية التي لا تزال تعاني التخمة، ورفضت فكرة حدوث ما يسمى بـالدورة الفائقة، والتي تتميز بقفزة في الطلب وضعف العرض.

ولكن في تقريرها لشهر أبريل، قالت الوكالة إن الزيادة الهائلة في مخزونات النفط العالمية التي تراكمت خلال العام الماضي أثناء أزمة وباء كوفيد-19 بسبب التراجع الشديد في الطلب، يتم التخلص منها الآن، كما أن حملات اللقاحات تزداد قوة، ويبدو أن الاقتصاد العالمي بات في وضع أفضل.

ولفتت وكالة الطاقة الدولية النظر إلى تحسن توقعات صندوق النقد الدولي بالنسبة للنمو الاقتصادي هذا العام، لكنها قالت إن الانتعاش لا يزال هشًا، وأشارت إلى تأثير ارتفاع أعداد حالات الإصابة بفيروس كورونا في أجزاء من أوروبا والبرازيل على الانتعاش، وقالت إن ذلك الارتفاع في عدد الحالات على الأرجح هو السبب في توقف التراجع بمخزونات النفط العالمية خلال شهر مارس الماضي، بعد أن دام هذا التراجع لمدة سبعة أشهر.

وارتفعت أسعار النفط في الأشهر بين أكتوبر ومارس، لكن هذا الارتفاع تعثر في الأسابيع الأخيرة وسط فرض قيود جديدة، وتوقف مسيرة التعافي في أجزاء من أوروبا.

ومع استعداد منظمة الأوبك وحلفائها لزيادة إنتاجهم الجماعي بأكثر من مليوني برميل يوميًا في الأشهر المقبلة، قالت وكالة الطاقة الدولية: قد تتعرض الأسعار لضغوط متجددة خلال الأشهر المقبلة، مع استعداد إمدادات النفط العالمية إلى الارتفاع، وتحول السوق من حالة العجز إلى التوازن.

ورغم ذلك، كانت الوكالة أقل قلقًا بشأن زيادة الإنتاج من الدول غير الأعضاء في الأوبك، كما قلصت توقعات نمو الإمدادات من الدول خارج المنظمة بمقدار 90 ألف برميل يوميًا، ليصل الإجمالي إلى 610 آلاف برميل يوميًا هذا العام.

ومن المقرر انخفاض الإمدادات الأمريكية بمقدار 100 ألف برميل يوميًا هذا العام، بعد تراجعها بمقدار 600 ألف برميل يوميًا خلال عام 2020.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة إنه مع استعداد سوق النفط لنصف ثانٍ أكثر إشراقًا من عام 2021، فإن الطاقة الاحتياطية لأوبك البالغة 6 ملايين برميل يوميًا تعني أن المنتجين من الدول الأعضاء داخل المنظمة سيكون لديهم المرونة اللازمة لمواجهة التغيرات في الطلب، ولا يشمل رقم الـ6 ملايين برميل هذا إمدادات النفط الإيرانية المرتقبة، والتي تبلغ 1.5 مليون برميل يوميًا، حيث تتفاوض طهران حاليًا على إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع الولايات المتحدة.

وأضاف التقرير أنه رغم ذلك كان لدى الدول الغنية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية حوالي 3 مليارات برميل في مخزوناتها من النفط الخام خلال شهر فبراير الماضي، واختتم: السوق لن تواجه أزمة عرض وشيكة.