وول ستريت جورنال - أمريث رامكومار ترجمة - نورهان عباس

الأسعار ارتفعت بفضل الطلب المتزايد من الصين والرهانات على تحسن الاقتصاد العالمي



يزيد المستثمرون من رهاناتهم على استمرار ارتفاع النحاس والمعادن الصناعية الأخرى؛ بعد أن حققوا مسيرة انتعاش قوية دامت لعدة أشهر وحتى الآن، وذلك بسبب اعتقاد هؤلاء المستثمرين بأن تركيز إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن على التحفيز الاقتصادي والسيارات الكهربائية؛ سيعطي دفعة إضافية كبيرة لهذه المعادن.

وعلى الرغم من انخفاض العقود الآجلة للنحاس جنبًا إلى جنب مع السلع الأخرى يوم الجمعة الماضي، إلا أن عقود النحاس الأكثر تداولًا لا تزال مرتفعة بأكثر من 2 ٪ حتى الآن في عام 2021، كما تقترب من أعلى مستوى لها منذ أوائل عام 2013.

وانتعشت أسعار العقود الآجلة للنحاس بفضل الطلب المتزايد من الصين، والرهان على زيادة الاستهلاك في وقت لاحق من هذا العام بسبب تحسن الاقتصاد العالمي.

ويعتبر النحاس والمواد الخام الأخرى مثل الزنك والألمنيوم من الخامات الأساسية في البناء، كما تستخدم لتصنيع كل شيء بداية من أجهزة الكمبيوتر إلى المنازل. وهذا يجعل أسعارها شديدة الحساسية للزخم في الاقتصاد العالمي والنمو الصيني.

وتعد الصين أكبر مستهلك للسلع الأساسية في العالم حتى الآن، وهي مسؤولة عن حوالي نصف الطلب العالمي على النحاس والمعادن الأخرى.

وبعد احتواء الصين لفيروس كورونا إلى حد كبير، تقدم اقتصادها على بقية العالم مؤخرًا، مما يجعله بمثابة نقطة مضيئة نادرة. وأدى ذلك إلى ارتفاع أسعار المعادن، وصعد النحاس بنسبة 25 ٪ في الأشهر الستة الماضية، كجزء من الارتفاع الهائل في الأسواق ذات المخاطر العالية.

وفي علامة أخرى على ارتفاع المعنويات في أسواق المعادن، زادت أسهم شركة فريبورت ماكموران لتعدين النحاس بأكثر من الضعف في الأشهر الستة الماضية، وارتفعت بالفعل بنسبة 17 ٪ حتى الآن هذا العام. وينظر العديد من المحللين إلى أداء أسهم التعدين لقياس المعنويات لأنها في متناول العديد من المستثمرين بصورة أكبر من العقود الآجلة، التي تنتهي صلاحيتها كل شهر وتكون أكثر تعقيدًا.

وتأتي المكاسب مع توقع المستثمرين أن يقوم الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن بزيادة الإنفاق التحفيزي لمكافحة فيروس كورونا، وزيادة الإنفاق على كل شيء من البنية التحتية إلى محطات شحن السيارات الكهربائية. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى المزيد من الرهانات المتفائلة على النمو العالمي والمواد الخام، ومن المتوقع أن تستخدم الاقتصادات الأوروبية الكبرى تكتيكات مماثلة للخروج من الوباء.

وقال محللو بنك أوف أمريكا في مذكرة حديثة: «من المتوقع تعزيز النشاط في الولايات المتحدة وأوروبا، وسيكون ذلك مدعومًا بقوة بالحوافز المالية وانفتاح الاقتصادات». ورفع المحللون متوسط السعر المستهدف لعام 2021 للنحاس والألمنيوم والنيكل والزنك، مما عزز توقعاتهم للنحاس إلى 3.96 دولار للرطل، وهذا يعني ارتفاعًا بنسبة 10 ٪ عن المستويات الحالية.

وانخفض النحاس بنسبة 1.7 ٪ ليصل إلى 3.602 دولار للرطل يوم الجمعة الماضي، مقلصًا بعضا من الارتفاع الأخير. وكان ارتفاع الدولار يضر بالسلع من خلال جعلها أكثر تكلفة للمشترين في خارج الولايات المتحدة. ومع ذلك، يقول بنك أوف أمريكا أيضًا إن متوسط الأسعار بلغ 4.31 دولار في الربع الرابع، ويقترب من أعلى مستوياته القياسية، التي حققها في عام 2011.

والسبب الآخر الذي يجعل المستثمرين يتهافتون على الاستثمار في النحاس هو أن بناء عدد محطات شحن السيارات الكهربائية، ومشاريع الطاقة الخضراء - اللازمة لتلبية أهداف المناخ في العالم - سيتطلب كميات هائلة من المواد الخام في السنوات المقبلة.

وقال بايدن في خطاب ألقاه يوم الخميس الماضي إنه يريد تحفيز التبني الأسرع للسيارات الكهربائية، مقترحًا إنفاق ما يقرب من 2 تريليون دولار. وقال إنه في الشهر المقبل سيقدم مقترحًا ثانيًا يركز على الانتعاش الاقتصادي، والذي سيستخدم أيضًا الوظائف والبنية التحتية كأداة لمكافحة تغير المناخ.

وقال محللو بنك أوف أمريكا: «بالنظر إلى التركيز المتزايد على معالجة تغير المناخ، فإن اتجاهات الإنفاق الحكومي في الولايات المتحدة ستكون جديرة بالمتابعة، لأن التخلص من الكربون يدعم صعود المعادن».

وأظهرت لجنة تداول العقود الآجلة للسلع أن صافي الرهانات على ارتفاع أسعار النحاس من قبل صناديق التحوط والمستثمرين المضاربين يقترب من أعلى مستوى له منذ أوائل عام 2018.

ورغم ارتفاع الطلب على المعادن الصناعية مؤخرًا، إلا أن المعروض لا يزال شحيحًا، وذلك بعد سنوات من قلة الاستثمار في المناجم الجديدة، بسبب هبوط الأسعار المستمر منذ سنوات.

ويعتبر إغلاق المناجم الإضافي بسبب الوباء، والإضرابات المتفرقة للعمال في الدول المنتجة للنحاس مثل تشيلي عاملاً آخر يدعم ارتفاع الأسعار.

ويرى العديد من المحللين، بما فيهم شركة جيفريز، أن الطلب على النحاس يفوق العرض بكثير، ويحذرون من أن الوضع قد يتدهور بالنسبة لمستخدمي المواد الخام بسرعة أكبر مما كان متوقعًا.

وقالوا في مذكرة حديثة بعنوان «Eat a Peach, and Buy Some Copper»، تم نشرها بعد انتخابات الإعادة الأخيرة لمجلس الشيوخ في جورجيا، والتي منحت الديمقراطيين سيطرة محكمة على المجلس: «لا تقدر السوق المخاطر الكبيرة، المتمثلة في حدوث نقص حقيقي في بعض أسواق المعادن الرئيسية».