د. محمد حامد الغامدي

* هل أدّى وكيل الوزارة لشئون البيئة الأمانة الملقاة على عاتقه، تجاه مواجهة موت غابات أشجار العرعر في مناطقنا المطيرة؟ هل قام بتفعيل مسئوليته؟ هل حولها إلى اهتمام وهدف مستدام في هذه المناطق المطرية الاستراتيجية؟ هل زار مناطق موت غابات شجر العرعر؟ هل وقف بنفسه على عمق المشكلة؟ وبعد، أليست هذه الأسئلة مشروعة، أمام موت هذه الأشجار المعمرة، وبشكل جماعي، في مناطق الجنوب الغربي بكاملة؟

* هل تهتم وزارة البيئة والمياه والزراعة، بمناطقنا المطيرة وغطائها النباتي؟ لماذا وافقت على تحويل مناطق الغابات إلى مخططات عمرانية ومشاريع؟ لماذا لم تحم هذه الوزارة الأراضي الزراعية من التوسعات العمرانية العشوائية، في المناطق المطرية بجنوب غرب المملكة؟ لماذا تنتزع الجهات الأخرى موافقة وزارة البيئة والمياه والزراعة، لإقامة مشاريع في مناطق الغابات؟ أليست هذه الأسئلة مشروعة، أمام موت غابات شجر العرعر وبشكل جماعي في مناطق الجنوب الغربي بكاملة؟

* لماذا لا تتحرك الوزارة لمواجهة جرف التربة الزراعية النادرة في جبال المناطق المطيرة؟ لماذا لا تتحرك الوزارة لوقف تجريف الأشجار المعمرة، وتجريمها بتفعيل القوانين والأنظمة؟ في عقد السبعينيات من القرن الماضي، حولت الوزارة منطقة الباحة بكاملها، كمثال، إلى مناطق غابات، ولكنها تركت هذه الغابات فريسة سهلة، وذلك بتنازلها عن هذه الغابات، لآخرين لجرفها؛ ولتدميرها، في ظل وجود بدائل خالية من الغطاء النباتي.

* هل تحول طريق (الطائف – الباحة – عسير) إلى عبء وحمل ثقيل، وكارثة على أهم شريط بيئي مطير في المملكة؟ حيث توسعت التنمية المعمارية العشوائية على جانبيه، فشكل أكبر كارثة بيئية على هذا الشريط المطري المهم؟

* هل تدور مثل هذه الأسئلة في فكر وكيل الوزارة المسئول عن البيئة وشؤونها؟ لماذا التجاهل من شخصه، ومن الوزارة، لموت آلاف أشجار العرعر في مناطق الجنوب الغربي من وطننا، حفظه الله؟ وإذا كان هناك اهتمام، فلماذا لا نراه ونلمسه في هذه المناطق المطرية المحدودة؟ أليست هذه الأسئلة مشروعة، أمام موت غابات شجر العرعر وبشكل جماعي في مناطق الجنوب الغربي بكاملة؟

* شجر العرعر مؤشر على مستقبل الماء، ويهم كل الجهات. أن يكون الماء محور كل تنمية مهما كان نوعها. تجاهل سلامة بيئة الأمطار عند وضع الخطط التنموية كارثة مستقبلية. لماذا ندمر كفاءة الشريط المطير في مناطقنا الجنوبية الغربية؟ لماذا ننكل به بحجج التنمية على حساب مياه الأجيال القادمة وسلامته؟ هناك مناطق خارج هذا الشريط، خالية من الغطاء النباتي، ويمكن أن تكون بديلا للتنمية العمرانية وغيرها.

* ماذا قدمت وفعلت وأنجزت الوزارة المسئولة تجاه هذا الشريط؟ لماذا لم يتم استنفار إمكانياتها لهذا الأمر الجلل؟ ما الأمر الجلل لدى الوزارة لإعلان حالة الطوارئ البيئية؟ الأسئلة تتراكم وتزيد، والأجوبة تنعدم، ويزداد غموض موقف الوزارة عمقا بطول الوطن وعرضه.

* إذا كان هناك تقصير وتقاعس، فلماذا لا يحاسب المقصر والمتقاعس؟ إذا كان هناك تقارير غير أمينة، عن مناطق بيئة شجر العرعر، فلماذا لا يحاسب المسئول؟ هل تعيش الوزارة في برج عاجي بعيدا عن بيئة مناطق شجر العرعر؟ أليست هذه الأسئلة مشروعة، أمام موت غابات شجر العرعر وبشكل جماعي في مناطق الجنوب الغربي بكاملة؟

* بيانات الوزارة حول التشجير تأخذ مداها في مناطق، ثم تتوقف عند موت شجر العرعر صامتة ومتجاهلة، وكأن الأمر لا يعني وكيل الوزارة المختص. وكأن الأمر لا يهم الوزارة. إذا كان سعادة وكيل الوزارة المعني بالبيئة، مشغولا، مشكورا، بوضع قوانين وأنظمة جديدة منذ تكليفه، فلماذا لا يكون هناك وكيل وزارة آخر مهمته متابعة مشاكل البيئة في المناطق الجنوبية الغربية بشكل ميداني، ومستمر؟ هل نقول انتظر يا حمار حتى يجيك الشعير؟ ويستمر المقال بعنوان آخر.

DrAlghamdiMH