صالح المسلم

تنطلق بعد غدٍ قمة «طال انتظارها» بين أبناء منطقة الخليج وتختلف في معطياتها، ومنطلقاتها، وأبعادها عن القمم السابقة، كونها تأتي بعد جولات عالمية من الآثار الاقتصادية بسبب «أزمة كورونا» وما أحدثته من ارتباك في المنظومة العالمية سواء من الناحية الاقتصادية أم الاجتماعية والثقافية أم من الناحية السياسية وما ترتب عليها من تغيير في ميزان القوى والتعاملات الدولية، بل إن العلاقات الدولية شابها ما شابها جراء هذه التحولات، والتحويلات، والمنعطفات في نوعية ومفهوم العلاقات الدولية التي أتممت قوتها وانعكاساتها بفوز الرئيس الأمريكي جو بايدن وخروج ترامب من البيت الأبيض وعودة الديموقراطيين إلى الإمساك بزمام الأمور وما تنعكس عليه هذه النتائج والانتخابات.. فما يحدث في البيت الأبيض يكون تأثيره قوياً علينا في منطقة الخليج والمنطقة العربية بشكل عام!

(الخليج) مرّ بتجارب تكاد تكون أصعب تجارب مرت عليه مُنذُ زمن بعيد، ورغم ذلك إلا أن القادة ــ حفظهم الله ــ بذلوا الجهود الحثيثة لتفادي الآثار السلبية على أبناء وشعوب المنطقة.. (المملكة) احتلت المراتب الأُولى اقتصاديا وفي معالجتها «لأزمة كورونا» واستضافت «قمة العشرين» التي انبثق منها العديد من القرارات الدولية التي انعكست إيجاباً على العالم أجمع وشعوب الأرض وكانت قرارات «التنمية المُستدامة» والحفاظ على المناخ ومُعالجة أزمة كورونا من أهم القرارات التي تبنتها ودعمتها المملكة ونجحت في ذلك.

إذا عُدنا إلى رؤية 2030 والكلمات التي يطلقها سمو ولي العهد (الأمير محمد) نجد أنها تنصب في «بوتقة واحدة» وخط واحد تتماشى مع طموحاته وطموحات المملكة بأن يكون الخليج منطقة من أرقى مناطق العالم، وأن نكون مقصدا للسياح وأن نكون (أوروبا الجديدة).

حرصت المملكة و(حرص سموه) على تفعيل الجوانب التنموية والاستثمار البشري، واستغلال الثروات الطبيعية، وإزالة كل المعوقات التي تقف دون تحقيق الرؤية والتطلعات، وأن تكون منطقة الخليج منطقة جذب بجودة حياة عالية تنعكس على شعوبها، وهذه من أهم الخفايا في هذه القمة.

salehAlmusallm@