وول ستريت جورنال - جاكي وونغ ترجمة - نورهان عباس

الوباء عزز تجارة بيع الخضراوات إلكترونيا في الدولة لدرجة أنه جذب انتباه الجهات المنظمة

كافح عمالقة الإنترنت في الصين بشدة من أجل الحصول على الحرية اللازمة لبيع منتجات البقالة على مواقعهم الإلكترونية هذا العام. فرغم أن السوق تتمتع بالكثير من الإمكانات، لكن الأمر ينذر بالسوء؛ لأن الحكومة الصينية يمكن أن تتدخل وتفرض قيودًا صارمة على تلك المواقع.

ويصب منظمو السوق الصينية تركيزهم الآن على تقييد نموذج تجارة إلكترونية شائع يسمى بـ«الشراء الجماعي المجتمعي». وتم نشر مجموعة من المبادئ التوجيهية يوم الثلاثاء، بعد لقاء ست شركات صينية من عمالقة إنترنت بما في ذلك علي بابا وتينسينت بالمسؤولين، وتم تحذيرهم من الممارسات غير القانونية التي قد يتم ممارستها على هذه المواقع مثل التسعير الجائر الذي يمكن أن يضر المستهلكين ويعيق المنافسة.

وفي نموذج «الشراء الجماعي المجتمعي»، يشتري ما يطلق عليه اسم «قائد المجتمع» السلع بكميات كبيرة لمنطقته من منصات التجارة الإلكترونية بسعر مخفض، ثم يتولى هو عملية التوزيع.

ويساعد ذلك في حل مشكلات التوزيع في الأماكن البعيدة، والذي قد يكون مكلفًا. كما أنه يجلب فوائد شراء البقالة عبر الإنترنت لكبار السن، الذين لا يتعاملون مع الإنترنت بسلاسة مثل الأجيال الشابة. وعادة ما يكون قادة المجتمع هم أصحاب المتاجر المحلية أيضًا.

وحتى في الصين، حيث يحظى التسوق عبر الإنترنت بشعبية، ولكن التجارة الإلكترونية للبقالة كانت صعبة الوصول لبعض الأماكن، خاصة في المدن الصغيرة.

ومثلت مبيعات الأطعمة الطازجة 5.9٪ فقط من مبيعات الصناعة عبر الإنترنت في عام 2019، مقارنة بـ34.7٪ للأجهزة المنزلية، وفقًا لبنك كريدي سويس.

ولكن جائحة كوفيد -19 أعطت عمالقة الإنترنت في الصين فرصة للتوسع. ويتوقع كريديت سويس أن يصل الإنفاق على البقالة عبر الإنترنت - بما في ذلك الأطعمة الطازجة والسلع المنزلية - في الصين إلى 4.2 تريليون يوان، أي ما يعادل حوالي 642 مليار دولار، في عام 2025، من 0.9 تريليون يوان العام الماضي.

وتبنّت جميع شركات الإنترنت الرائدة نموذج الشراء الجماعي المجتمعي. ستنفق بيندودو جزءًا من أرباحها البالغة 6.1 مليار دولار التي جمعتها الشهر الماضي على إدخال تحسينات على خدمة البقالة عبر الإنترنت، والتي تحمل اسم دو دو مايكاي.

ووافقت شركة جي دي دوت كوم هذا الشهر على استثمار 700 مليون دولار في شينج شنج، وهي منصة للشراء الجماعي المجتمعي. وتقدم شركات التجارة الإلكترونية إعانات لجذب عملاء جدد.

وتأتي هذه المنافسة الشرسة في وقت تقوم فيه الحكومة الصينية بالفعل بفحص شركات التكنولوجيا عن كثب، بحثًا عن وجود دلالات تشير إلى ممارسة سلوك مناهض لقواعد المنافسة السليمة.

ومع ذلك، قد لا يكون هذا هو السبب الوحيد لاهتمام بكين. وانتقد مقال رأي في صحيفة بيبولز ديلي المدعومة من الدولة هذا الشهر القطاع بسبب ما سمّاه بـ«قضاء الكثير من الوقت في العمل البسيط لبيع الخضار». وحثهم على التركيز بدلًا من ذلك على التقنيات المبتكرة التي يمكن أن تساعد البلاد، مثل أشباه الموصلات.

وفي الصين، كما هو الحال في الدول الغربية، سرّعت جائحة كوفيد -19 من تبنّي التسوق عبر الإنترنت للبقالة. ولكن الفرق هو أن التدخل السياسي من جانب بكين قد يكون عقبة غير متوقعة في طريق الشركات التي تتولى هذا القطاع.