ترجمة - نورهان عباس

الصحف البريطانية تعرب عن مخاوف من تحول 2021 إلى عام وبائي

سلطت الصحف البريطانية الضوء على المخاوف المرتبطة بسلالة الفيروس الجديدة التي ظهرت لأول مرة في سبتمبر الماضي، وأهم ما يميزها وما يعرفه العلماء حتى الآن، إضافة إلى ما يفرق بينها وبين سلالة الفيروس الأولى، والإجراءات التي تم اتخاذها لاحتوائه، وسط مخاوف من تحول 2021 إلى عام وبائي جديد.

تحور الفيروسات

في البداية، تقول صحيفة الإندبندنت: إن السلالة الجديدة تم اكتشافها لأول مرة في سبتمبر الماضي، ولكنها لم تسبب القلق في البداية لأنه من الطبيعي أن تتحور الفيروسات، لكنه معدلات عدوى السلالة الجديدة ظهرت بشكل واضح في الأيام الأخيرة في بريطانيا، لأن معدل انتقالها أعلى بنسبة 70 % من السلالات السابقة، وهي مسؤولة عن أكثر من 60 % من الحالات الجديدة في لندن وحدها.

تغييرات عشوائية

وأضافت الصحيفة: «لم يؤكد أي عالم حتى الآن أن السلالة الجديدة من كوفيد-19 أشد خطورة من السلالة الأولى، ولكنها نشأت عن تغييرات عشوائية في شفرة الفيروس الجينية، أو ما يسمى بأخطاء في عملية النسخ، والتي عادة ما تحدث أثناء تكرار تضاعف الفيروس، حيث يؤدي كل خطأ في النسخ إلى تخليق نوع جديد من الفيروس».

تفاقم الحالات

وأكدت صحيفة «الصن» على ما قالته الإندبندنت، ولكنها أشارت إلى تضاعف معدلات الإصابة بالفيروس الجديد 3 مرات أكثر خلال الأسبوع الماضي وحده، متوقعة تفاقم عدد حالات الإصابة مع دخول العالم لعام 2021. وقالت الصحيفة: «سيناريو العام الماضي يتكرر في نفس الوقت وبشكل مشابه تقريبًا، ولكن يجب أن نتعلم من الأخطاء التي حدثت العام الماضي في الصين ولا نكررها في بريطانيا».

تغير السلوك

واستطردت: «هناك بعض التغييرات التي تثير القلق من حيث شكل الفيروس. أما السؤال الذي يحير العلماء الآن بشكل مباشر، فهو: هل يمكن السيطرة على السلالة الجديدة بنفس الطرق التي تم اتباعها مع السلالة الأولى؟». مشيرة إلى أنه لا يوجد دليل على أن السلالة الجديدة تغير سلوك الفيروس، لكنها حذرت من أن الاختبارات قد لا تكتشفها.

اختبارات معملية

وفي إطار متصل، لفتت صحيفة «فاينانشيال إكسبريس» إلى أن هناك «حالة تأهب قصوى في المملكة المتحدة لاحتواء السلالة الجديدة». ولفتت الصحيفة إلى أن السباق مستمر الآن للتأكد من إمكانية إيقاف السلالة الجديدة بواسطة اللقاحات الحالية، وقد تم إرسال دفعات إلى مختبرات عالية الاحتواء في معمل وزارة الدفاع بالمملكة المتحدة المعروف باسم «بورتون داون»، وذلك للخضوع لاختبارات مكثفة في مشروع يسمى «التحدي البشري».

التحدي البشري

وصرح مجموعة من الخبراء للصحيفة البريطانية، بأن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى أسبوعين لإكمال عملية «التحدي البشري» وسط مخاوف من نفاد إمدادات لقاح فايزر الشهر المقبل.

تجارب أكسفورد

من جانبه، قال وزير الصحة البريطاني السابق، جيريمي هانت: إن حقنة أكسفورد /‏ أسترا زينيكا، التي تنتظر الموافقة يمكن أن تسد الفجوة إذا تمت الموافقة عليها خلال أيام قليلة، لكن وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في المملكة المتحدة لا تزال تراجع نتائج تجارب أكسفورد ويخشى البعض من تأجيل الموافقة عليها حتى يناير المقبل.

لقاح فايزر

وفي نفس السياق، قالت صحيفة «إيفنينج إكسبريس»: إن بريطانيا طلبت حتى الآن 100 مليون جرعة من لقاح أوكسفورد، بالإضافة إلى 40 مليون جرعة من لقاح فايزر. ولفتت الصحيفة إلى أن فيروس كوفيد-19 لم يعد هو نفس الفيروس الذي ظهر في نهاية عام 2019، حيث طرأت عليه طفرات متعددة منذ ذلك الوقت، ولكن لم يكن لها أي تأثير حقيقي - مثل السلالة الجديدة في المملكة المتحدة -، ومن المحتمل أن يكون الأمر خطيراً لكن ليس معروفاً بدرجة كافية.

اختلاف التركيبة

وقالت الصحيفة: «هناك العديد من المتغيرات في فيروسات كورونا المنتشرة في جميع أنحاء العالم، مع وجود متغيرات مختلفة أكثر شيوعاً في أماكن مختلفة، ومجموعة العلماء في بريطانيا درسوا التركيبة الجينية لكوفيد- 19 في المملكة المتحدة، ووجدوا أن الشكل الجديد للفيروس أصبح أكثر شيوعاً في لندن وجنوب شرقي إنجلترا، كونه يحتوي على بعض الطفرات في بروتين الأشواك لفيروس كورونا، ما يغير قليلاً في تركيبه».

مراقبة المرضى

ونقلت الصحيفة عن رئيس المكتب الطبي في المملكة المتحدة البروفيسور كريست ويتي قوله في مؤتمر صحفي في داونينغ ستريت: «لقد ارتفع عدد الإصابات بسرعة كبيرة جداً خلال الأسابيع القليلة الماضية». ولفتت الصحيفة إلى أن العلماء سيكتشفون مجموعة من الاختلافات بين السلالة الجديدة والأولى عبر مراقبة المرضى الجدد، وستكون الاختلافات على مستوى الأعراض ومدة المرض وشدته، كما أنهم يحللون الشفرة الجينية لنحو 10% من حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد.

استجابة المناعة

وركزت صحيفة الجارديان على الحماية التي يمكن أن توفرها اللقاحات والقيود في مواجهة السلالة الجديدة، لافتة إلى أن اللقاحات التي تم إقرارها حتى الآن تم اختبارها مع العديد من أنواع الفيروس المنتشرة، لذلك هناك كل الأسباب للاعتقاد بأن اللقاحات ستظل تعمل ضد هذه السلالة الجديدة على الرغم من أنه من الواضح أنه يجب اختبارها بدقة، كما أن استجابة المناعة لهذه السلالة الجديدة غير معروفة بدقة حتى الآن.

قيود صارمة

وأضافت الصحيفة بقولها: «نحتاج لقيود أكثر صرامة لمحاربة كورونا الجديد». واختتمت: «إذا انتشرت سلالة الفيروس الجديدة بشكل أسرع فسيكون من الصعب السيطرة عليها، وسيتحول 2021 إلى عام وبائي جديد».