وول ستريت جورنال - جوليا أمبرا فيرلين ترجمة - نورهان عباس

المعدن ارتفع أكثر من 13 % منذ بداية العام وحتى الآن

يتم تداول أسعار الألمنيوم حاليًا بالقرب من أعلى مستوياتها منذ ما يقرب من عامين، مدفوعة بارتفاع الطلب على المواد الخام، والمخاوف من أن العقوبات الأمريكية الجديدة المحتملة على أحد أكبر المنتجين في العالم قد تحد من الإمدادات العالمية من المعدن.

وارتفع سعر الألمنيوم، الذي يستخدم في صناعة كل شيء من المحركات النفاثة إلى السيارات الكهربائية، بأكثر من 40٪ من أدنى مستوياته في مايو، مع إغلاق عقود التسليم الآجلة بعد ثلاثة أشهر عند سعر 2056.50 دولار يوم الجمعة الماضي، ليقترب بذلك من أعلى مستوى يحققه المعدن خلال عام 2020 والبالغ 2064.50 دولار في وقت سابق من هذا الشهر. وبهذا يكون سعر الألومنيوم قد انتعش حتى الآن بأكثر من 13٪ منذ بداية العام.

وتسارعت المكاسب التي حققها المعدن، يوم الخميس الماضي، مدفوعة بمخاوف المستثمرين من أن الولايات المتحدة قد تعيد فرض عقوبات على شركة يونايتد كو. راسل إنترناشيونال (بي جاي أس سي)، وهي شركة روسية منتجة للألمنيوم وتعتبر موردًا رئيسيًا لأوروبا.

وتسببت العقوبات السابقة ضد الشركة في ارتفاع حاد بأسعار المعدن، مما أدى إلى تعطيل صناعة الألمنيوم وهدد أرباح الشركات المصنعة مثل بوينج وفورد.

ويعتبر الارتفاع الأخير في سوق الألمنيوم بمثابة امتداد للانتعاشة التي حققها المعدن مؤخرًا بعد انخفاضه في أوائل العام، عندما كان المستثمرون يخشون أن ينخفض الطلب بشكل سريع عقب تجميد صانعي السيارات للإنتاج وإيقاف الطائرات.

وحققت العديد من المعادن الصناعية مكاسب في الآونة الأخيرة، مدفوعة بانتعاش أسرع من المتوقع في الصين، التي تعتبر مصدرًا رئيسيًا للطلب العالمي على السلع الأساسية.

وجاء الطلب الجديد على الألومنيوم أيضًا من مصدر آخر غير متوقع، وهو «علب المشروبات»، حيث قام الأمريكيون الذين أقاموا في منازلهم بتخزين العديد من المشروبات الغازية، وحتى الكوكتيلات المصنوعة يدويًا في ثلاجاتهم، مما رفع الطلب أكثر حتى من توقعات صانعي العلب بما في ذلك شركة كراون القابضة.

وقالت مجموعة ترافيجورا بي تي إي المحدودة، أحد أكبر تجار السلع، في تقريرها السنوي، إن سوق التعبئة والتغليف عوّض «التدمير الشديد للطلب على الألمنيوم» بازدهار مبيعات علب المشروبات والمنتجات الصيدلانية الأخرى.

وقال توماس فيشر، رئيس علاقات المستثمرين في شركة كراون، إن الشركة بدأت عام 2020 وهي تتوقع بيع كل الكميات المتاحة لديها من علب المشروبات، وذلك لأن الطلب كان آخذًا في الازدياد بالفعل، لكن أحداث وباء كوفيد -19 زادت من سرعة الطلب.

وأضاف فيشر: «كان هناك تحسّن بالطلب في ظل انتشار الوباء، لكن من الصعب تحديد كمية الزيادة بالضبط».

وواجهت شركات المشروبات نقصًا في العلب في وقت سابق من هذا العام في أمريكا الشمالية، مما دفع مصنّعي العلب إلى توسيع خطوط إنتاجهم. وأدى الوباء إلى تسريع التحوّل نحو تغليف علب الألمنيوم، مدعومًا بخفة وزن المعدن ومتانته، إلى جانب معدلات إعادة تدويره.

ووفقًا لرابطة الألمنيوم في الولايات المتحدة، يبلغ المحتوى المعاد تدويره لعلب الألمنيوم نحو 73٪، متفوقًا على أنواع التغليف البديلة مثل الزجاج والبلاستيك.

وحول ذلك الأمر يقول آندي كينج، نائب رئيس شركة نوفيليس: «أكثر أنواع تغليف المشروبات استدامة الآن وفق كل المقاييس هي علب الألمنيوم». وترتفع شعبية العلب الألمنيوم مع زيادة تشجيع اتجاهات الاستدامة.

وتصنع شركة نوفيليس، التي تتخذ من أتلانتا مقرًا لها، صفائح الألمنيوم التي تشتريها شركتا بول وكراون، كما تشتري شركات المشروبات صفائحها كذلك، بما في ذلك شركة كوكا كولا. وحسبما يؤكد كينج، يمكن أن ينمو السوق في قارة أمريكا الشمالية بنسبة 7.5% هذا العام، ارتفاعًا من نسبة نمو تتراوح بين 2٪ إلى 3٪ في السنوات القليلة الماضية.

وزادت شركة ريو تينتو بي إل سي من إنتاج الألمنيوم في الربع الثالث بنسبة 1٪ مقارنة بالفترة نفسها في عام 2019، وذلك وفقًا لأحدث تقرير عن عمليات الشركة.

وتعاونت الشركة أيضًا مع مؤسسة أنهاوزر- بوش إنبيف إس إيه، التي تُعدّ أكبر شركة تخمير في العالم، بهدف إنشاء علب جديدة في أمريكا الشمالية باستخدام الألمنيوم منخفض الكربون المصنوع من الطاقة الكهرومائية المتجددة والمعدن المعاد تدويره.

وقال فيليب مولر، رئيس تداول الألمنيوم في شركة ترافيجورا، إن الطلب يمكن أن ينتعش من جانب آخر بسبب توجّه الشركات نحو خفض انبعاثات الكربون.

ختامًا، أظهر تقرير حديث للبنك الدولي أن الألمنيوم يمثل أكثر من 85٪ من مكوّنات الطاقة الشمسية الكهروضوئية. ويستخدم أيضًا في تقنيات أخرى منخفضة الكربون، مثل الرياح والطاقة الكهرومائية، كما يستعمل أيضًا في تغليف البطاريات الموجودة بالسيارات الكهربائية.