عبدالعزيز الذكير

ثمة تعبير شائع بين قاطني جزيرة العرب، يتصل بعملية الرعي «جادة غنم» والجادة أو الممشى الطريق المأثور، وهي فصحى.

التعبير يعني أن القطيع عادة يتبع أية واحدة تنحرف عن الجادة، وسألتني ابنتي ذات يوم أن أبحث لها عن مثل إنجليزي يذكر «جادة الغنم». قلت لها إن الرعي في بلاد الإنجليز مختلف تماما، ولا يجري البحث عن مرعى، فالأغنام تعيش في الحظائر ليلا وتتجول في المراعي المحيطة نهارا متفرقة، وقبل المغيب ينطلق كلب جرى تدريبه لهذا الغرض (مجلة ناشونال جيوغرافيك)، ينطلق الكلب خلف الأغنام ويسوقها إلى الحظائر، لذا يصعب على الإنجليز فهم مثل «جادة الغنم» إذا سمعوه منا.

ويستعمل التعبير عندنا لينص عل حالة من سوء التوافق بين من يتحدثون، إذا خرج أحدهم عن الموضوع واستطابه أحد الحضور فـ .. «يمسك السالفة»

صحيح أن الأنظمة في أوروبا تحتم وجود راع قريب من القطيع وبالذات إذا كان المرعى قريبا من الحواضر.

ذات مرة في ألمانيا حدث واختفى الراعي للغنم؟!، قامت الشرطة الألمانية بدور راعي الغنم للسيطرة على قطيع غنم يجوب مدينة فيتن دون راع، وذلك بعد حالة القلق التي سيطرت على الكثير من الشوارع أمام حركة المرور. وذكرت الشرطة، يوم الأربعاء 14 سبتمبر 2016، أن سائق سيارة أبلغ الشرطة عن الخراف المنتشرة في أحد أحياء المدينة. وبسبب عدم وجود راعي غنم في المنطقة لتكليفه بالاعتناء بالأغنام اضطر أربعة رجال من الشرطة لتولي السيطرة على القطيع المكون من 25 خروفا على جانب أحد الطرق لعدة ساعات. وقال متحدث باسم الشرطة إن قوات المطافئ قامت في الصباح بوضع حواجز حول القطيع. وذكر المتحدث أنه من المتوقع العثور على صاحب القطيع قريبا، موضحا أنه ستجري الاستعانة بإحدى الجمعيات المعنية بالأغنام حال عدم العثور على صاحب القطيع.

سير الماعز لو قارناه فهو عندي يشبه مراكز البحوث الطبية في العالم، فبين حين وآخر يخرج إلى العلن نص عن دراسة قام بها معهد كذا، تبطل المخاوف من كون المادة الغذائية الفلانية مصنفة في خانة الضار، وأنه لا خوف ولا وجل من أكلها. فتلتقط الخبر مجلة علمية (وربما أضافت إليه)، ونحن كمستهلكين نلتهم ما يرد إلينا.

A_Althukair@