وول ستريت جورنال - ديفيد هوداري ترجمة - نورهان عباس

عمليات الإغلاق وارتفاع الحالات وراء توقع وكالة الطاقة الدولية مزيدا من التراجع بالسوق

دفعت عمليات الإغلاق وارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا إلى خفض وكالة الطاقة لتوقعات الطلب على النفط بشكل أكبر. وقالت وكالة الطاقة الدولية، يوم الخميس الماضي، إن أسواق النفط العالمية ربما تكون قد انتعشت بسبب أحدث نتائج التجارب الإيجابية للقاح، لكن من غير المرجّح أن تشعر الأسواق بأي فوائد اقتصادية كبيرة حتى العام المقبل.

في تقريرها الشهري، أبرزت وكالة الطاقة الدولية تشاؤم توقعاتها حول استهلاك النفط الخام في الأشهر المقبلة، مستشهدة بمعدلات الإصابة بفيروس «كوفيد- 19» في الولايات المتحدة وأوروبا.

وتتوقع الوكالة الآن أن ينخفض الطلب لعام 2020 بمقدار 8.8 مليون برميل يوميًا هذا العام، بزيادة قدرها 400 ألف برميل يوميًا عن توقعاتها السابقة. وهذا انخفاض أكثر حدة مما توقعته أوبك يوم الأربعاء الماضي.

أيضًا خفضت الوكالة توقعاتها للطلب للربعين الثالث والرابع من عام 2020، وكذلك للربع الأول من عام 2021، وكل ذلك مع تقدير زيادة العرض بأكثر من مليون برميل يوميًا في نوفمبر.

وفي الفترة الحالية تنتعش الإمدادات الليبية بعد إنهاء الحصار على التصدير، والذي استمر لأشهر، كما يتعافى الإنتاج الأمريكي بعد الإغلاق الناجم عن الإعصار في أكتوبر الماضي. وانخفض الإنتاج الأمريكي بنسبة 7 ٪ عن متوسطه في 2019 الشهر الماضي.

وشهدت أسواق النفط معدلات معتدلة مؤخرًا بعد بداية موسم الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، حيث بدأ الناس في تشغيل معدات التدفئة.

ولكن تسببت عمليات الإغلاق الجديدة في جميع أنحاء أوروبا، وارتفاع معدلات الإصابة في الولايات المتحدة، في خفض وكالة الطاقة الدولية التي تتخذ من باريس مقرًا لها لتقديرات الطلب في الربع الأخير من العام بمقدار 1.2 مليون برميل في اليوم.

وقالت وكالة الطاقة الدولية إن لقاح «كوفيد- 19» لن يؤثر بشكل كبير على الطلب العالمي في النصف الأول من عام 2021.

وتأرجحت أسعار النفط بين المكاسب والخسائر، يوم الخميس، بعدما تراجعت المكاسب المبكرة المتواضعة التي حققتها السوق العالمية بعد نشر التقرير.

وأنهى خام برنت، المعيار العالمي، جلسة التداول منخفضًا 0.6 ٪ إلى 43.53 دولار للبرميل وتراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي 0.8 ٪ إلى 41.12 دولار. وارتفع كلا المعيارين بأكثر من 10 ٪ عمومًا حتى الآن خلال الأسبوع الماضي.

وسلّط تقرير وكالة الطاقة الدولية الضوء على التفاوت الصارخ بين تأثير فيروس كورونا في البلدان الغنية وفي البلدان الفقيرة.

وقالت وكالة الطاقة الدولية: «تم العثور على كل هذه التخفيضات الهائلة تقريبًا في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية»، مشيرة إلى أنه في القوى الاقتصادية في العالم النامي مثل الصين والهند، تحسّنت توقعات الطلب.

ومع ذلك، فشل العالم في التخلص من الكثير من تخمة النفط الخام، مما أدى إلى انخفاض حاد في الأسعار خلال فصل الربيع، حيث تعافي الطلب مؤقتًا في الصيف، وتعثر الإنتاج مجددًا في الخريف، على الرغم من الجهود المُثلى التي تبذلها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها لتحقيق التوازن في سوق النفط مع تخفيضات الإنتاج.

وكانت أسهم منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في سبتمبر أقل بنسبة 4 ٪ فقط من أعلى مستوياتها في مايو، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

وبينما تراجعت مخزونات المنتجات المكررة أخيرًا في سبتمبر بعد ستة أشهر متتالية من الزيادات، فقد أدى الوباء إلى ضرب أرباح مصافي التكرير.

وقال التقرير إن الوباء أزال 1.7 مليون برميل يوميًا من طاقة التكرير في السوق بشكل دائم، في حين تم تعطيل 20 مليون برميل أخرى يوميًا.

في إشارة إلى أن سوق النفط تمّ توقع مساره من قبل الوكالة بشكل جيد حتى الآن، فقط ظل سعر برميل النفط الخام الفعلي أقل من سعر العقود الآجلة للنفط. وترى وكالة الطاقة الدولية أن أي لقاحات «من غير المرجّح أن تنقذ سوق النفط العالمي لبعض الوقت».

ولذلك، قد يعطي العرض والطلب الحاليان أوبك فرصة لإعادة التفكير في توقعاتها، عندما يجتمع أعضاء المنظمة وحلفاؤها من الخارج في أوائل ديسمبر.

وأشار التحالف إلى استعداده لتأجيل أو عكس الخطط لزيادة تسهيل تخفيضات الإنتاج. وبدون اتخاذ هذه الخطوة، تشير توقعات وكالة الطاقة الدولية إلى أنه لن يكون هناك تغيير تقريبًا في تخمة مخزونات النفط في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2021.

وقالت وكالة الطاقة الدولية: «ما لم تتغيّر الأساسيات، فإن مهمة إعادة التوازن في السوق ستحقق تقدمًا بطيئًا».