وول ستريت جورنال - بول هانون ترجمة - نورهان عباس

الناس يشترون سلعا مثل السيارات والإلكترونيات مما ينعش الشركات المصنعة رغم كورونا

أبلغت الشركات عن زيادة في معدلات التوظيف لأول مرة منذ 14 شهرا.

انتعشت المصانع في جميع أنحاء العالم بقوة في أكتوبر، حيث وظفت الشركات المصنعة المزيد من العمال وزاد إنتاج السلع الاستهلاكية المطلوبة بشدة، على الرغم من ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا.

وأظهرت الدراسات الاستقصائية الجديدة لمديري المشتريات للمصنعين وجود فجوة مستمرة بين الشركات التي تصنع المنتجات - من السيارات إلى الإلكترونيات - والشركات التي تقدم خدمات وجهًا لوجه، والتي بات الناس يتجنبونها بسبب الخوف من الوباء.

وأشارت الاستطلاعات التي صدرت أول أمس الإثنين إلى أن قطاع التصنيع استمر في الانتعاش مع بدء الربع الرابع، خاصة في القوى الاقتصادية العالمية الكبرى مثل الولايات المتحدة وألمانيا.

وقال معهد إدارة التوريد إن مؤشر مديري المشتريات ارتفع إلى 59.3 في أكتوبر من 55.4 في سبتمبر، وهو الشهر السادس على التوالي من التوسع. وأبلغت الشركات عن زيادة في الطلبات الجديدة مع تقلص المخزونات التي يحتفظ بها العملاء. وقال التقرير إن مشاكل سلاسل التوريد استمرت في تقييد الإنتاج ولكن بمعدل أبطأ، كما أبلغت الشركات عن زيادة في معدلات التوظيف لأول مرة منذ 14 شهرًا.

وقال تيموثي فيوري، الذي يدير مسح قطاع التصنيع في مؤسسة آي أس أم: «ما زالت المشاعر المتفائلة قوية للغاية في السوق». وأضاف: «حقيقة أن المصانع تقوم بالتوظيف مجددًا الآن هو أمر إيجابي للغاية».

وعادة ما تشير قراءة مؤشر مديري المشتريات فوق 50.0 إلى أن النشاط يتزايد، بينما تشير القراءة أدناه إلى انخفاض في النشاط.

وقالت شركة البيانات أي أتش أس ماركت، في استطلاع منفصل يوم الإثنين، إن مؤشر مديري المشتريات الخاص بالولايات المتحدة ارتفع إلى 53.4 في أكتوبر من 53.2 في سبتمبر، مدفوعًا بانتعاش في الطلبات الجديدة. وقالت الشركات إنها متفائلة بشأن الآفاق المستقبلية على الرغم من أنها لا تزال تشعر بالقلق إزاء الوباء.

وتُظهر الأرقام الصادرة خلال الأسابيع الأخيرة أن الاقتصاد العالمي صعد بقوة في الأشهر الثلاثة حتى سبتمبر مقارنة بالانخفاضات الهائلة في الإنتاج المسجلة في الربع الثاني، لكنه لم يعوض جميع الخسائر التي تكبدها خلال فترة الإغلاق الصارمة في معظم البلدان.

وخلال الأشهر الأخيرة، تم دعم الإنتاج الصناعي في جميع أنحاء العالم من خلال قوة الطلب المنزلي على السلع، على عكس ضعف الطلب على الخدمات التي تتطلب الاقتراب من أشخاص آخرين.

وفي تحليلها لنشاط الربع الثالث الخميس، قالت وزارة التجارة الأمريكية إن استهلاك السلع المنزلية ارتفع 6.9 ٪ في الربع الثالث مقارنة بالعام السابق، بينما انخفض استهلاك الخدمات 7.2 ٪.

وقال أورين كلاشكين، كبير الاقتصاديين الأمريكيين في أكسفورد إيكونوميكس في مذكرة للعملاء: «إنه لأمر مشجع للغاية أن نرى التصنيع يتوسع بوتيرة قوية للغاية، لكن هذا الزخم لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، لا سيما بدون دعم الإعانات المالية الحكومية».