عبدالعزيز الذكير يكتب:

هذه كنية جيدة، لكنها مع الزمن استدارت. ألم يقولوا إن الزمن دوار !. وأقول كنية لأنها خاضعة للبلاغة. لكن ما بالكم بالألقاب التى تأخذ ذات المعنى مثل: صحيح، فلا أحد يكره الصحة، لكن تلك المفردات قصد منها العكس.

لا أظننا الأمة الوحيدة التي نستنبط أسماء وصفات لأعضاء مجتمعاتها مبنية على لقاء واحد أو تجربة فردية.

تأتي في الإنجليزية كلمة Green، وتعني أخضر، ولا أحد يجحد جمال كل شيء أخضر، غير أنها تأتي لوصف الغشيم أو غير المدرب. أرادوا بها الاستعاضة عما سواها من صفات مزعجة.

في مجتمعنا نجد من الصعب جدا مقاومة الاتجاه العام الذي يعطي الفرد صفة العبقرية والجدارة مادام يمتلك رصيدا جيدا في المصارف «الوطنية والأجنبية»، ومجموعة من الأسهم وعضوية فعالة في أكثر من مجلس إدارة ومعرفة الاتجاه العام في التعويضات العقارية، وأين ستكون ضربته المقبلة وكما قلت سابقا فإن هناك أناسا تنعدم عندهم هذه الأشياء كلها، ولا يملكون إجابة أو ردا على تلك المواضيع عندما تثيرها «الشلة»... ومختصر القول إنه عالة أو «علة» على التكتل الذي أشرت إليه..

هناك رجال فكر وأدب وفن ورواية ومسرح بلغوا شهرة واسعة وحصلوا على مختلف الجوائز في العطاء الفكري، ومع ذلك تجد الواحد منهم لا يعرف كيف يوازن حسابه في دفتر الشيكات، هذا إذا كان لديه دفتر شيكات، وأذكر على سبيل المثال الكاتب والروائي الإيرلندي صموئيل بيكت، ففي عرفه أن حياته هي أعماله، لذا فهو لا يرغب لذة الاجتماعات واللقاءات الصحفية رغم أنه اختار فرنسا مقاما والفرنسية لغة، وكانت شخصيته موضوعا لأكبر عدد من الدراسات والأبحاث واتجهت إليه الأضواء بحكم موقع باريس، فكان يبتعد عنها ونال عدة جوائز منها جائزة نوبل البالغة مليونا وخمسائة فرنك فكان يستلمها ليعيد توزيعها على الناس، وقد نبهه بعض أصدقائه إلى قدم سيارته الصغيرة «1960» ونصحه باستبدالها، فأجابه الكاتب بأنها مازالت تعمل ولا داعي لتغييرها، ثم أردف «مع أنني أضعت مفتاحها منذ سنتين» ثم أخرج من جيبه سلكا معدنيا ملويا، فأدار به محرك سيارته.

لا أعتقد بأن ذلك الرجل يعاني من عقدة «ابن حلال» لأنه لا يخالط إلا نخبة معينة.

A_Althukair@