وول ستريت جورنال - جو والاس وجو هورنر ترجمة - نورهان عباس

القيود المفروضة على السفر والترفيه تقوض استهلاك الوقود وتبطئ التعافي الاقتصادي

أدت إجراءات الإغلاق الجديدة لفيروس كورونا في أوروبا إلى انخفاض أسهم المنطقة، يوم الخميس الماضي، وهددت بإعاقة الطلب على الوقود، مما أثار مخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي في جميع أنحاء العالم.

وانخفض مؤشر ستوكس يوروب 600/‏ Stoxx Europe 600 بنسبة 2.1%، وهو ثالث خسارة على التوالي لمقياس الأسهم الرئيسي في أوروبا وأكبر انخفاض يومي له منذ 21 سبتمبر الماضي. وتكبدت أسهم في شركات النفط الكبرى مثل رويال داتش شل Royal Dutch Shell PLC، وبريتش بتروليوم BP خسائر، وسجلت PLC وإيني Eni بعض أكبر الخسائر في نفس اليوم.

وأنهت العقود الآجلة لخام برنت، المعيار العالمي لأسعار النفط، اليوم منخفضة بنسبة 0.4% لتصل إلى 43.16 دولار للبرميل، بعد أن هبطت في وقت سابق بنسبة 4.1%. وأدى ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، والمفاوضات المتوقفة بشأن حزم التحفيز الاقتصادي الجديدة إلى إبقاء أسعار النفط في نطاق تداول ضيق مؤخرًا. وأغلقت العقود الآجلة للخام الأمريكي على انخفاض قدره 0.2% لتقف بذلك عند سعر 40.96 دولار للبرميل، مستعيدة قدرًا كبيرًا من انخفاضها الذي حققته في الفترة الماضية، وذلك بعد أن أظهرت بيانات حكومية أمريكية أن المخزونات المحلية في الولايات المتحدة تراجعت أكثر من المتوقع خلال الأسبوع الماضي.

وكان سعر الخام الأمريكي ثابتًا حول مستوى الـ40 دولارًا في الأشهر الأخيرة، مع قلق التجار من ركود الطلب في المستقبل.

وفي إشارة أخرى للقلق بشأن التوقعات الاقتصادية الأوروبية، ارتفع الدولار يوم الخميس الماضي وتقدم مقابل اليورو والجنيه الإسترليني.

وبعد شهور من صراع السلطات الأوروبية للسيطرة على انتشار فيروس كورونا المستجد، ووضعها بعض أشد قيود التباعد الاجتماعي في العالم الغربي، عادت الحالات إلى الارتفاع مرة أخرى. واستجابت الحكومات الأوروبية لتفشي الفيروس مجددًا في الفترة الأخيرة بفرض قيود على السفر وقطاع الترفيه، بهدف قمع الموجة الثانية من الوباء.

ولكن ورغم ذلك، فهذه القيود أخف بكثير عن عمليات الإغلاق الكاملة، التي أدت إلى توقف قطاعات اقتصادية أوروبية كاملة في فصل الربيع الماضي. ومع ذلك، قال المستثمرون والتجار إن القيود الجديدة تهدد بإبطاء الانتعاش الاقتصادي في أوروبا، وتخنق الطلب على الوقود المستخدم في النقل والصناعة.

وقال فيل فلين Phil Flynn، كبير محللي الطاقة في برايس فيوتشرز جروب Price Futures Group: «كان الطلب الأوروبي على النفط يتعافى -قبل فرض القيود الجديدة- والخوف الآن لا يتعلق بأوروبا وحسب، وإنما يتعلق بما إذا كان هذا التهديد سينتشر في جميع أنحاء العالم مرة أخرى». واستطرد «هناك مخاوف متزايدة بشأن التدمير الدائم للطلب على النفط».

وقالت الحكومة البريطانية، يوم الخميس، إن لندن ستصنف في المستوى الثاني من نظام الإنذار ثلاثي المستويات في البلاد، الذي تم تفعيله اعتبارًا من أمس السبت، مما يتطلب من الناس التوقف عن الاختلاط مع أسر أخرى داخل منازلهم.

وقال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك Matt Hancock إن الإصابات في العاصمة البريطانية تتضاعف كل 10 أيام. وأعلنت فرنسا، يوم الأربعاء الماضي، حالة الطوارئ وفرضت حظر تجول ليلي في منطقة باريس وثماني مناطق حضرية أخرى في جميع أنحاء البلاد.

وقال تجار ومحللون إن عمليات الإغلاق ستقلل من استهلاك البنزين والديزل ووقود الطائرات في الأشهر المقبلة. وقالت وكالة الطاقة الدولية هذا الأسبوع إن الطلب على النفط في أوروبا انخفض بنحو 10% في الربع الثالث عن العام السابق.

على الجانب الآخر، تمت تصفية ديون الشركات في أوروبا والولايات المتحدة يوم الخميس الماضي أيضًا. وفي أسواق المشتقات الائتمانية، ارتفعت تكلفة حماية السندات الأوروبية ذات الدرجة الاستثمارية من التخلف عن السداد على مدى السنوات الخمس المقبلة إلى ما يقرب من 57000 يورو سنويًا لكل 10 ملايين يورو من السندات. وهو ما يمثل ارتفاعًا عما يزيد قليلا على 53000 يورو سنويًا عند إغلاق يوم الأربعاء، وفقًا لبيانات آي إتش إس ماركت IHS Markit.

وتعتبر أسعار النفط حساسة بشكل خاص لتوقعات النمو الاقتصادي بفضل استخدام الوقود في النقل والتجارة والصناعة. ويتعافى الطلب بسرعة في آسيا، لكنه توقف في الغرب جزئيًا بسبب عودة ظهور فيروس كوفيد 19.

ويتوقع بعض أكبر تجار النفط في العالم أن الطلب العالمي سيظل أقل بكثير من مستويات ما قبل جائحة فيروس كورونا على الأقل خلال الأشهر الستة المقبلة.

وقال راسل هاردي Russell Hardy، الرئيس التنفيذي لمجموعة فيتول Vitol، في تجمع لممثلي القطاع، يوم الخميس الماضي، إن الطلب العالمي سينخفض بنسبة 5-6% عن مستويات العام الماضي خلال الشتاء، قبل أن يرتفع في الربع الثاني إذا بدأ الفيروس في التراجع.

وقال هاردي: «ستكون رحلة وعرة». وأضاف: «ستكون توقعات الشتاء المقبل غامضة في نصف الكرة الشمالي. فمن الواضح أنه لا يزال هناك الكثير من إصابات كورونا، التي تتسبب في بعض التباطؤ بتعافي الطلب».