علي سعيد القحطاني

لقد كان عام 2017 عاما مميزا لكل السعوديين حيث إن هذا العام مثل نقطة تحول في الخطاب الفكري في المملكة، حيث أعلن ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- عن الرغبة الجادة للعودة إلى الإسلام الوسطي المعتدل والذي كان يتميز به وطننا الغالي قبل 30 عاما، حيث قال «نريد فقط أن نعود لما كنا عليه.. الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم.. لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة، سندمرهم اليوم وفورا».

لم تكن هذه الكلمات مجرد تصريح عابر، بل كانت إعلانا جادا عن توجه المملكة حكومة وشعبا لاستعادة ما سلب منا في فترة من الفترات.

حاول الكارهون لهذا الوطن تحوير هذا الخطاب، بل وحاولوا ربط رؤية المملكة العربية السعودية 2030 بكل ما هو سيئ، محاولة منهم لتعطيل هذه النهضة الفكرية والاقتصادية والثقافية، ولكنهم نسو أن القافلة ستستمر في السير ولن يضرها نباحهم.

اليوم وبعد هذا التحول الفكري والثقافي الذي أنجزته المملكة العربية السعودية يجب علينا أن نستمر في هذا الإصلاح للوصول إلى نهضة شاملة في المملكة العربية السعودية تقوم على القيم الإسلامية الوسطية المعتدلة، وتقوم كذلك على مبدأ أن المملكة وشعبها هم الأهم قبل أي شيء آخر.

إن الخطاب الفكري اليوم في مدارسنا يجب أن يكون أكثر وضوحا، لأن هذا هو حق الوطن علينا وكذلك حق المواطن، فحق الوطن أن نعمل لأجل تحقيق أهدافه وهذا ما سيكون إن كان الخطاب الفكري يسير في نفس اتجاه الأهداف، كما أن حق المواطن أن يعرف أهداف الوطن ويعرف ما هو مقبول وما هو مرفوض وأن يعرف أن لا انتماء إلا لوطنه ودينه.

إن المطلب في هذه المرحلة أن يعزز الخطاب الفكري في مدارسنا الأفكار التالية:

- التمسك بالدين الإسلامي الوسطي المعتدل ونبذ كل ما سواه.

- الاعتزاز برؤية المملكة 2030 ومناقشة أدوارنا في دعمها وتحقيقها.

- الدفاع عن المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا في جميع الأماكن يعد واجبا وطنيا.

- التعريف بأعداء الوطن سواء كانوا من الداخل أو الخارج، سواء كانوا أفرادا أو منظمات أو دولا، وكشف خططهم ومحاولاتهم المباشرة وغير المباشرة، السابقة والحالية، لكي يكون أبناؤنا أكثر حصانة من أن يمرر عليهم أعداء الوطن أجندتهم، فمع التقدم التقني أصبح استهداف المواطن البسيط من قبل أعداء المملكة أكثر سهولة من ذي قبل.

- التعريف بكل ما قدمه الوطن حكومة وشعبا لقضايا الأمتين الإسلامية والعربية.

- الرجل السعودي والمرأة السعودية «عينان في رأس الوطن» يكملان بعضهما البعض لبناء هذا الوطن الغالي.

- تقبل الآخرين سواء من خالفنا في الرأي، أو الدين، أو المذهب، أو الجنسية.

- حسن التعامل مع ضيوف المملكة العربية السعودية سواء كانوا حجاجا أو معتمرين أو سياحا أو عمالا أو مستثمرين.

@ali21216