عبدالله الغنام

إن ما تقوم به الجمعيات الخيرية والتطوعية هو عمل قيم وجليل. وهو من التكامل في دعم المجتمع بتعدد الوسائل حيث العمل في عدة اتجاهات بناءة ومثمرة من أجل تعزيز القيم الدينية والانتماء الوطني والعمل الإنساني والاجتماعي.

وابتداء ننوه بأن العطاء بصفة عامة من أجل الأعمال، وتتكامل صورته حين يكون بدافع ديني ووطني وبلمسة إنسانية. والواقع أن العطاء والبذل الخالص من الشوائب هو أحد الأسباب الرئيسية للشعور بالسعادة والراحة المعنوية.

واليوم نتحدث عن هذا الموضوع بمناسبة أن الخامس (5) من هذا الشهر (سبتمبر) يوافق «اليوم العالمي للعمل الخيري». ولذلك وددت أن أسجل هنا بعضا من النقاط التي أرجو أن تجد آذانا صاغية وتقبلا لعلها يكون لها أثر في زيادة الإقبال والتعاون والمساهمة بين الأفراد والمؤسسات مع تلكم الجمعيات.

منها الحرص والتأكيد على أن تكون جميع الجمعيات الخيرية والتطوعية موثقة ومعتمدة رسميا من قبل الجهات الحكومية والمعنية. ومن هذا المنطلق اقترح أن يكون رقم التسجيل المعتمد مكتوبا بشكل واضح وبارز للعيان في النبذة المختصرة للجمعية. سواء في موقعها الإلكتروني أو باقي حسابات مواقع التواصل الاجتماعي (فقد لاحظت بعضا منها لم يحرص على أن يكون رقم الاعتماد الرسمي موجودا في النبذة المختصرة أو Bio)، والسبب أنه يعطي أكثر تأثيرا وأقوى انطباعا للقارئ، وأسرع تفاعلا وزيادة في ثقة من قبل المتبرع.

والأمر الآخر الأكمل والأجمل أن يكون هناك رابط تلقائي على الرقم المعتمد للجمعية ينقلنا مباشرة إلى موقع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لنتأكد من الرقم وفي تواجده في القائمة المعتمدة للجمعيات. وكل ذلك من أجل مبدأ (ليطمئن قلبي) وحتى نقطع الطريق على أي جهة تضع رقما ليس صحيحا أو غير موثوق، وأيضا من أجل قفل المنافذ والأبواب أمام المحتالين والعابثين والقراصنة على الصفحات على الإنترنت ومن كان على شاكلتهم.

ولا شك أن حرصنا جميعا على الأرقام المعتمدة الرسمية وإضافة روابط تلقائية ليس من باب التعقيد أو البيروقراطية وجعل الصفحة الإلكترونية أو الحساب على مواقع التواصل الاجتماعي أكثر ازدحاما بالعبارات والروابط، ولكن حرصا على الغاية الأهم وهي أن تصل الأموال والتبرعات إلى اليد السليمة والمحتاجة فعلا من خلال القنوات الرسمية. وبذلك نتأكد أن المتبرع أو حتى القارئ يتعامل بأريحية تامة دون شك أو تردد وأنه على يقين أنها إن شاء الله ستصل إلى الطرف المتبرع له بطريقة صحيحة وموثوقة ومنظمة.

ومهم أن نلفت الانتباه إلى أننا لا نشكك في ذات العمل أو النوايا، ولكن الترتيب والتنظيم، وحسن الدعاية والصياغة، وسهولة الوصول إلى المعلومة الموثوقة كلها عوامل ووسائل من أجل غاية أكبر وأفضل في مساعدة المحتاجين وخدمة للمجتمع. وفوق ذلك كله نحن نرسم صورة وقدوة للآخرين لمنهجية مشرقة في بلدنا عن الأعمال الخيرية والتطوعية التي تتم بالطرق الصحيحة ومن خلال القنوات الرسمية.

وحسن التنظيم مع موثوقية الأرقام المسجلة الرسمية يساهم بشكل كبير في استقطاب ليس فقط الأفراد، بل حتى المؤسسات والشركات في القطاع الخاص للدعم والاستثمار في المساهمات والتبرعات المالية المستدامة من أجل مواصلة السير بثبات.

ولعلك أيها القارئ الكريم تتفق معي على أن الأعمال الخيرية والتطوعية أعمال رائعة وخالدة، ولها أثر في الدنيا وثواب في الآخرة، ولكنها كمؤسسات غير ربحية شأنها كشأن المؤسسات الأخرى تحتاج دوما إلى استخدام الوسائل الحديثة، والطرح المنسق والموثوق، والأداء الراقي. فعملية التحسين والتطوير سر من أسرار النجاح وسبب في الاستمرارية والبقاء حتى ولو كان العمل في طبيعته جليلا وخيرا.

والحقيقة الناصعة في العمل الخيري والتطوعي هي أننا حين نعطي الآخرين، فإننا نستجلب السعادة لأنفسنا أولا وأخيرا!

abdullaghannam@