وول ستريت جورنال - تشونغ كوه بينغ ترجمة - نورهان عباس

المكاسب لم تقتصر على أمريكا وتينسنت وعلي بابا سجلا أرقاما قياسية الشهر الماضي

لم يقتصر الارتفاع الكبير في أسهم التكنولوجيا هذا الصيف على الشركات الأمريكية وحسب، حيث ارتفعت أسهم بعض عمالقة التكنولوجيا الآسيويين إلى آفاق جديدة، مما أدى إلى تحقيق مكاسب لهم في مؤشرات السوق الرئيسية.

وتمكنت شركتا تينسينت Tencent القابضة المحدودة الصينية ومجموعة علي بابا Alibaba Group القابضة المحدودة أيضًا، وهما شركتان عملاقتان في مجال الإنترنت، من تسجيل أرقام قياسية في شهر يوليو الماضي، وارتفعتا بنسبة 48 ٪ و24 ٪ لهذا العام على التوالي. وفي ختام تداولات بورصة هونغ كونغ، يوم الخميس الـ30 من شهر يوليو، بلغت القيمة السوقية لشركة تينسينت 687 مليار دولار أمريكي وعلى بابا 712 مليار دولار، في الوقت الذي حققت فيه فيسبوكFacebook الأمريكية 712 مليار دولار اعتبارًا من إغلاق يوم الأربعاء السابق لهذا التاريخ في بورصة نيويورك.

أيضًا قفزت أسهم كل من شركة سامسونج للإلكترونيات Samsung Electronics وشركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات Taiwan Semiconductor Manufacturing بنسبة 0.14 ٪ في الأشهر الثلاثة الماضية.

وشكل ذلك دفعة كبيرة لعودة مؤشر كوسبي Kospi في كوريا الجنوبية إلى المنطقة الخضراء هذا العام، ووصول مؤشر تايكس Taiex في تايوان لمستوى قياسي، حيث تمثل تلك الشركات أحجار أساس كبيرة لمعايير السوق الخاصة بالبورصات الآسيوية.

وكانت الارتفاعات القياسية لدى شركات التكنولوجيا الآسيوية مدفوعة بالنمو القوي في الأرباح أو الإيرادات خلال جائحة فيروس كورونا المستجد، والذي أبقى العديد من الأشخاص في المنزل وهم يقضون أوقاتهم على الإنترنت إما في العمل والاجتماعات أو التسوق وممارسة الألعاب. ويقول المحللون والمستثمرون إن الطفرة التي شهدتها شركات التكنولوجيا في آسيا سبقها على نطاق واسع طفرة أخرى في أرباح شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، التي استفادت بالمثل من عمليات الإغلاق وتوقف الشركات بسبب الوباء.

وأشار المحللون أيضًا إلى أن بعض شركات التكنولوجيا في آسيا أرخص من نظيراتها في الولايات المتحدة، مما يجعلها أكثر جاذبية. فعلى سبيل المثال، تبلغ نسبة مكرر الربحية (نسبة سعر السهم التجاري المدفوع مقابل ربحه السنوي) الآجلة لشركة علي بابا 27.7 %، مقابل 85.4 % لشركة أمازون دوت كوم Amazon.com، وذلك وفقًا لبيانات شركة فاكت سيت FactSet، كما أن نسبة مكرر الربحية لدى سامسونج أقل من نسبة شركة أبل Apple.

وقال فرانسيس تان Francis Tan، المحلل الإستراتيجي في بنك يو أو بي الخاص UOB Private Bank في سنغافورة: «الشركات الآسيوية هي ثمار جاهزة للقطف يمكن للناس الاستثمار فيها بسهولة واللحاق بركب الأرباح، خاصة إذا اعتقدوا أنهم فقدوا الفرص في السوق الأمريكية».

وقال مانيش نيجام Manish Nigam، رئيس قسم أبحاث التكنولوجيا في آسيا والمحيط الهادئ في كريدي سويس Credit Suisse، إن التوترات التجارية والسياسية المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين تشكل خطرًا وفرصة في الوقت نفسه لشركات التكنولوجيا الآسيوية.

وفرضت الولايات المتحدة قيودًا على شركة هواوي تكنولوجيز Huawei Technologies الصينية العملاقة في مجال الاتصالات، وأدرجت بعض شركات التكنولوجيا الأخرى في البلاد على القائمة السوداء. وقال نيجام: «إذا استمرت العلاقة بين الولايات المتحدة والصين في التدهور، فقد تتضرر شركات التكنولوجيا».

لكن التوترات المتزايدة تحفز أيضًا جهود بكين لزيادة قدراتها التكنولوجية المحلية، من خلال بذل المزيد من الجهد لدعم نمو وتطوير الشركات المحلية الصينية.

ومنذ انخفاض السوق في مارس، ارتفع مؤشر داو جونز Dow Jones لأسهم التكنولوجيا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 58 ٪، مما منحه مكاسب بنحو 23 ٪ لهذا العام. وتعتبر الأسهم التكنولوجية الأكثر قيمة في آسيا، ومن المكونات الكبيرة أيضًا لمؤشر إم أس سي آيMSCI للأسواق الناشئة، الذي ارتفع بنسبة تزيد عن 40 ٪ منذ مارس، على الرغم من انخفاضه قليلاً لهذا العام.

وتضاعف سعر سهم شركة ميتوان ديانبينج Meituan Dianping بأكثر من الضعف هذا العام، وهي شركة صينية يقترب عمرها من خمس سنوات، تشمل خدمات الإنترنت الموجودة فيها طلب الطعام وتوصيله، والقسائم عبر الإنترنت وحجوزات السفر، مما رفع تقييمها إلى 165 مليار دولار، أي أكثر من شركة جروب هاب Grubhub وجروب أون Groupon وأوبر تكنولوجيز Uber Technologies وبوكينج القابضة Booking Holdings مجتمعين.

وحتى مجموعة سوفت بنك جروبSoftBank Group اليابانية، التي خسرت مليارات الدولارات من عمليات الشطب على استثمارات كبيرة كانت تملكها مثل شركة وي وورك WeWork Inc، عاشت في فورة من النشاط مؤخرًا، حيث كسبت 144 ٪ من أدنى مستوى لها في مارس. وأدى الارتفاع التكنولوجي العالمي إلى رفع المقتنيات الكبيرة الأخرى التابعة للمجموعة اليابانية والمستثمرين التكنولوجيين العالميين الآخرين، مثل شركة علي بابا الصينية. ووصل سعر سهم سوفت بنك مؤخرًا إلى أعلى مستوى له منذ 20 عامًا، وتقوم الشركة الآن بإعادة شراء أكثر من 20 مليار دولار من أسهمها لتعزيز مكانتها بشكل أكبر.

وقال فيكاس بيرشاد Vikas Pershad، الذي يدير محفظة استثمارية في إم آند جي إنفستمنتسM&G Investments، إن عمالقة التكنولوجيا في آسيا هم قادة واضحون في قطاعاتهم - سواء التجارة الإلكترونية أو الألعاب أو صناعة الرقائق - واستثمروا بكثافة في البحث والتطوير في السنوات الأخيرة. مضيفًا إن ذلك يساعدهم على التوسع إقليميًا، والاستفادة من الطلب القوي على منتجاتهم وخدماتهم.

واستطرد: «المفاجآت غير المسبوقة التي شهدها كل من العرض والطلب، وحزم التحفيز الاقتصادي غير المسبوقة أيضًا وفروا جميعًا فرصة كبيرة لقطاع التكنولوجيا». وأضاف: «سيكون من الصعب للغاية على أي منافس جديد تعطيل مسيرة اللاعبين الحاليين في القطاع.»

ويتوقف استمرار الطفرة التي شهدتها شركات التكنولوجيا بسبب الوباء على استمرار العادات الجديدة لاستخدام الإنترنت على المدى الطويل.

وقال أنوبام بوس Anupam Bose، مدير المحفظة في كلوف كابيتال Clough Capital في بوسطن، الذي يشرف على صندوق للأسهم يركز على الصين: «بمجرد أن يشعر الناس بالارتياح تجاه تسوق البقالة عبر الإنترنت، فمن المحتمل أن يقوموا بالمزيد من المشتريات الإلكترونية». وأضاف إن آفاق قطاع الترفيه عبر الإنترنت أقل وضوحًا، مستطردًا: قد لا يكون لدى الناس الكثير من الوقت للترفيه عن أنفسهم عبر الإنترنت، بعدما يعودون إلى أماكن عملهم، ويستأنفون أعمالهم الروتينية الأخرى».