وول ستريت جورنال - بول فييرا وجوش زومبرون ترجمة - نورهان عباس

نائبة رئيس الوزراء تؤكد فرض أوتاوا رسوما جمركية جديدة على واشنطن خلال 30 يوما

أعلنت كندا، يوم الجمعة الماضي، أنها تعتزم فرض تعريفات خاصة بها على مجموعة من المنتجات الأمريكية التي تحتوي على الألومنيوم، بدءًا من الغسالات لنوادي الجولف وحتى المشروبات المعلبة، وذلك ردًا على تحرك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع لزعزعة واحدة من أكبر العلاقات التجارية وأكثرها استقرارًا في العالم بين أمريكا وكندا.

ويمثل قرار كندا عودة للخطاب التجاري المتوتر بين البلدين، والذي كاد يخرج المفاوضات عن مسارها نحو إبرام اتفاقية ناجحة جديدة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، والتي دخلت حيز التنفيذ رسميًا الشهر الماضي. وكان من المفترض أن تحل الاتفاقية الجديدة محل معاهدة التجارة في أمريكا الشمالية، التي قال عنها ترامب إنها أسوأ صفقة تجارية تم التوصل إليها على الإطلاق.

ويأتي الصراع على الألمنيوم، بعد أسابيع فقط من بدء المعاهدة الجديدة، مما يهدد بزعزعة أي استقرار أو سلام تجاري كان من المفترض أن تقدمه اتفاقية التجارة الجديدة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا USMCA.

ويوم الخميس الماضي، قال ترامب إن الولايات المتحدة ستعيد فرض تعريفة بنسبة 10٪ على بعض الألومنيوم المنتج في كندا، بحجة أن الواردات من الجارة الشمالية لأمريكا تتدفق بكثرة من الولايات المتحدة، مما يضعف الصناعة الأمريكية. وبررت الإدارة الأمريكية الرسوم الجمركية باستخدام حجة للأمن القومي، وجادلت بأن صناعة الألمنيوم الأمريكية الراكدة تهدد الأمن القومي للولايات المتحدة. وكانت واشنطن قد فرضت تعريفات جمركية على الألمنيوم والفولاذ الكندي لنفس الأسباب في 2018، قبل الموافقة على إلغائها بعد إبرام اتفاقية USMCA.

وقالت كندا إنها سترد بسرعة على قرار الرئيس الأمريكي. وكشفت نائبة رئيس الوزراء، كريستيا فريلاند Chrystia Freeland، الجمعة، عن قائمة بالمواد الأمريكية الصنع التي يمكن أن تستهدفها التعريفات الكندية الجديدة. وتخطط الحكومة لفرض رسوم جمركية على البضائع الأمريكية بقيمة 3.6 مليار دولار كندي (2.71 مليار دولار)، أو ما يعادل ما يواجهه الألمنيوم الكندي من التعريفة الأمريكية.

وقالت فريلاند للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف: «لن نزيد من حدة الهجوم، لكننا لن نتراجع». وتحتوي المنتجات التي تستهدفها التعريفات الكندية الجديدة على الألومنيوم، وتشمل عناصر مثل قضبان المعدن والسلع الاستهلاكية مثل الغسالات والثلاجات ونوادي الجولف. وقالت فريلاند إن الهدف من التعريفات الجديدة هو تقليل الضرر الذي قد يلحق بالاقتصاد الكندي، «وأن يكون لها أقوى تأثير ممكن في الولايات المتحدة».

وأضافت: «عندما يرى الأمريكيون هذه القائمة، نأمل أن يدركوا أن هذا الخلاف فكرة سيئة».

وقبل إعلانها، طالب قادة الأعمال والسياسيون الإقليميون في كندا أوتاوا بالانتقام بقوة.

وقال دينيس داربي Dennis Darby، رئيس مجموعة المصنعين والمصدرين الكنديين، وهي مجموعة ضغط: «يجب أن تكون كندا عدوانية بما يكفي لجذب انتباه إدارة ترامب». وأضاف: «علينا الدخول في هذه اللعبة».

وقال دوج فورد Doug Ford، رئيس وزراء أونتاريو، المقاطعة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في كندا، إن فريلاند يجب أن تفرض رسومًا جمركية على كل عنصر أمريكي ممكن، وأنه على المواطنين تجنب المنتجات الأمريكية وتفضيل السلع المصنوعة في كندا. وأضاف: «سنعود أقوياء كما لم تشهدنا الولايات المتحدة من قبل».

ولطالما كانت كندا واحدة من أقرب الحلفاء الاقتصاديين لأمريكا، وتتمتع الدولتان بعلاقة تجارية متوازنة إلى حد كبير. وفي حين أن الولايات المتحدة لديها عجز تجاري كبير مع الصين والمكسيك، فإن صادرات وواردات السلع مع كندا كانت قريبة من حوالي 300 مليار دولار سنويًا في السنوات الأخيرة. وأصبحت العلاقة متقلبة خلال إدارة ترامب، التي هددت بإغلاق وصول كندا التفضيلي إلى السوق الأمريكية ما لم توافق على شروط جديدة في صفقة أمريكا الشمالية التي تمت مراجعتها، خاصة أنه ما يقرب من ثلاثة أرباع جميع الصادرات الكندية مرتبطة بالولايات المتحدة.

ومن المقرر أن تبدأ التعريفة الكندية المقترحة، التي تبلغ أيضًا 10٪، في غضون 30 يومًا بعد أن تبدأ الولايات المتحدة في فرض رسوم على الألمنيوم الكندي. ومن المقرر أن تدخل التعريفة الأمريكية حيز التنفيذ في 16 أغسطس. وقالت فريلاند إن المسؤولين الكنديين سيتشاورون مع كبار الصناعة والحكومات الإقليمية، وقد تؤدي هذه المحادثات لتغييرات في قائمة البضائع الأمريكية المستهدفة. ولم يستجب المتحدث باسم مكتب الممثل التجاري الأمريكي لطلب للتعليق.

وقال ترامب خلال كلمة ألقاها في مصنع ويرلبول في كلايد بولاية أوهايو، يوم الخميس الماضي، إن التعريفات ضرورية لأن «كندا كانت تستغل أمريكا، كالعادة».

وحذرت فريلاند من أن الرسوم الجمركية تهدد بإحداث أكبر قدر من الضرر للمستهلكين الأمريكيين. وقالت: «أي أمريكي يشتري مشروب غازي أو دراجة، سيعاني من التعريفات الجديدة».

وكندا هي رابع أكبر منتج للألمنيوم في العالم. وتعارض معظم شركات الألمنيوم الرسوم الجمركية على الحلفاء مثل كندا، ويقولون إن الصين هي مَن تقف وراء المشكلات الموجودة في قطاع الألمنيوم.

وفي داخل النزاع المحموم بين البلدين هناك طريقتان للنظر في واردات الألمنيوم من كندا. الأولى: أن تستورد الولايات المتحدة الألمنيوم المصنف إلى نوعين أساسيين، هما: الألمنيوم الخام بدون أي سبائك مضافة، والثانية أن تستورد أمريكا الألمنيوم الذي يحتوي على السبائك.

وخلال العام الماضي، شهد إجمالي واردات الولايات المتحدة من الألمنيوم الكندي تغيرًا طفيفًا ووصل لحوالي 200 مليون دولار شهريًا. ولكن كان هناك تحوّل كبير في أنواع الألمنيوم الواردة إلى الولايات المتحدة، حيث ارتفعت الواردات من الألمنيوم غير المخلوط بسرعة، في حين انخفضت سبائك الألومنيوم.

وفي تبريرها لفرض التعريفات على كندا، قالت الولايات المتحدة إن أحد الأسباب هو زيادة استيراد الألمنيوم غير المخلوط بالسبائك.

وتقول جمعية الألمنيوم، التي تمثل معظم العاملين في صناعة الألمنيوم بالولايات المتحدة، إن الإدارة الأمريكية «سلّطت الضوء على بيانات بعينها» لإثبات زيادة استيراد الألمنيوم غير المخلوط بالسبائك من كندا.

وقال جين سيمارد Jean Simard، رئيس جمعية الألمنيوم في كندا: «بشكل عام، إنه نفس حجم المنتج الذي يعبر الحدود بين البلدين دون تغيير».

وأضاف: «ميزان الواردات في أنواع الألومنيوم مقلوب فقط في الوقت الحالي».

ومن المتوقع أن تؤثر الرسوم الجمركية بنسبة 10٪ فقط على الألمنيوم الخالي من السبائك. وعلى مدار الـ12 شهرًا الماضية، استوردت الولايات المتحدة ما يصل إلى 1.7 مليار دولار من هذا النوع من الألمنيوم من كندا.

ساهم كيم ماكريل في كتابة هذا المقال