أمجاد سند - الدمام

الفتوى الشرعية تجيزها لحالات طبية خاصة جدا

لا شك أن موضوع تجميد البويضات عالميا وداخل المملكة شهد إقبالا كبيرا من السيدات، وشهدت المراكز الطبية رغبة كثير من السيدات في هذه التقنية، أي تجميد وحفظ البويضات للراغبات في تأجيل فكرة الحمل والإنجاب، والحفاظ على بويضاتهن من التلف مع تقدم العمر أو لأسباب أخرى اجتماعية أو طبية، وقد توصل العلم إلى هذه التقنية بكفاءة عالية في مراكز متقدمة ومرموقة ونتائجها مبهرة.

نسبة الحمل

وعلى ضوء ذلك، أكد أستاذ طب وجراحة النساء والولادة، وأحد رواد علاج العقم البروفيسور حسن صالح، أن حفظ البويضات كتقنية تحمل نسبة نجاح عالية، ولكن هل نسبة نجاح الحمل توازي نسبة نجاح الحمل في البويضات الحية «غير المجمدة» عند عمل عملية الحقن المجهري أو أطفال الأنابيب؟

مضيفا: الحقيقة أن الدراسات والأبحاث أوضحت أن نسبة النجاح تعتمد على

العمر الذي جمدت فيه المرأة بويضاتها، وإذا كان التجميد في عمر ٤٠ عاما تقريبا، فإن نسبة الحمل ١٤,٨ ٪، أما إذا كان التجميد في عمر ٢٥ تقريبا، فتكون نسبة نجاح الحمل ٣١,٥ ٪، وفي الثلاثين ١٩,٣ ٪، وهذا وفقا لدراسات أمريكية أجريت في أغسطس ٢٠١٨.

العمر الأمثل

وأشار إلى أنه مما لا شك فيه أن عمر ٢٥ إلى٣٠ عاما هو أفضل عمر لحفظ البويضات، لأنه يحمل نسب نجاح أعلى، وتكون جودة البويضات أفضل لحدوث حمل سليم وآمن.

أسباب متعددة

وعن أسباب تجميد البويضة، أبان د. حسن أن هناك أسبابا عديدة، منها أسباب إجبارية ومنها اختيارية، ومن الأسباب الإجبارية إصابة الفتاة بأورام سرطانية تحتاج إلى علاج كيماوي أو إشعاعي يؤثر على سلامة البويضات، والأسباب الاختيارية هي تأخر الفتاة في الزواج، إذ إن الفئة المستهدفة من التجميد هن المريضات بالسرطان والأمراض المزمنة التي تؤثر على خصوبة المرأة، وبعض الأمراض الوراثية، مثل: مرضى الذئبة الحمراء، وبعض الأمراض التي تحتاج إلى العلاج الكيماوي والإشعاعي الذي يتلف البويضات، والسبب هو الحفاظ على خصوبتهن قبل بداية العلاج.

فتوى شرعية

وقال عمن لم تتمكن من الارتباط بعمر مبكر وتفكر بأن تحفظ بويضاتها: إلى الآن في انتظار الفتوى الشرعية لذلك الموضوع، وقرار مجمع الفقه الإسلامي للموافقة على ذلك من الناحية الشرعية، لأن الفتوى المتاحة إلى الآن هي جوازها لحالات طبية خاصة، مثل الأمراض السرطانية.

أعراض جانبية

وعن المخاطر المتوقعة والأعراض الجانبية، أفاد بأن هناك بعض الأعراض الجانبية أثناء تنشيط الإباضة، وإعطاء إبر منشطة للمبيض، والذي قد ينتج عنه ألم في الحوض، وانتفاخ في البطن، وغثيان بسبب فرط الإباضة مع تجمع للسوائل في الحوض.

ضمان الجودة

وأخبر أنه لا يوجد عدد معين لتجميد البويضات، ولكن عادة يتم الاجتهاد في تجميد 8 إلى 10 بويضات على الأقل، وفي عمر مناسب لضمان جودتها، مبينا الصعوبة التي تتمثل في الخوف من سوء استخدام التقنيات الحديثة لتخزين وتجميد البويضات لأسباب اجتماعية شخصية وغير مقنعة، قائلا: وكما نعرف فإن الفتوى الشرعية لم تصدر في موضوع تجميد البويضات إلا لحالات خاصة جدا.

المجتمع السعودي

وأكمل قائلا: إن المجتمع السعودي، كجميع المجتمعات العربية والإسلامية، يلتزم بالقواعد الشرعية في مثل هذه الأمور، وألا يحدث سوء استخدام التقنيات الحديثة في أمور لا تستدعي تجميد البويضات وتأخير فكرة الحمل والإنجاب لأسباب غير جوهرية وغير منطقية، لأن جودة البويضات المجمدة ليست كجودة البويضات الحية.

الأجنة والبويضات

وعن الفارق بين الأجنة المجمدة والبويضات المجمدة، أشار إلى أن التقنية تختلف بين الاثنين، ولكن الأهم من ذلك أن الأجنة المجمدة هي ملك للزوج والزوجة، بينما البويضات المجمدة هي ملك للزوجة فقط.

فترة البقاء

واستطرد قائلا: مدة بقاء البويضات المجمدة ليس معروفا بالتحديد، ولكن المؤشرات تدل على أن فترة تجميد البويضات طويلة «لأكثر من ثلاث سنوات»، ولكن لو كانت الفترة طويلة جدا فقد تمس بجودة البويضات المحفوظة.