بقلم - سيباستيان بيليجيرو

علامة مهمة تؤكد تعافي الاقتصاد الأمريكي

ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس الماضي، بعد أن أظهرت بيانات تقرير التوظيف أن الاقتصاد الأمريكي اكتسب وظائف أكثر من المتوقع الشهر الماضي.

وأضافت العقود الآجلة للخام الأمريكي تسليم أغسطس ارتفاعًا بنسبة 2.1٪ للبرميل الواحد في بورصة نيويورك التجارية، ليصل إلى 40.65 دولار، ويغلق عند أعلى مستوى له منذ 6 مارس الماضي.

وارتفعت الأسعار بعد أن أظهرت بيانات وزارة العمل الأمريكية أن الولايات المتحدة أضافت 4.8 مليون وظيفة جديدة في شهر يونيو، مما أدى إلى انخفاض معدل البطالة إلى 11.1٪. وكانت هذه الزيادة أكبر مما توقعه الاقتصاديون، ممن استطلعت صحيفة وول ستريت جورنال آراءهم.

وقال مستثمرو النفط إن تقرير العمالة القوي، يوم الخميس الماضي، كان علامة على أن الاقتصاد الأمريكي يتعافى من الوباء، على الرغم من الارتفاع الأخير في الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد.

وأشارت البيانات الأخيرة إلى أن الانتعاش يمكن أن يتباطأ، وهو أمر مثير للقلق بالنسبة لأولئك الذين يراهنون على زيادة الطلب على النفط الخام.

وساعد استرداد الطلب وتسجيل تخفيضات الإنتاج من قبل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها على إعادة الأسعار إلى مستوياتها السابقة في مارس. ومع ذلك، لا تزال المخزونات مرتفعة بعد زيادتها الكبيرة خلال الربيع، ويشك المحللون في أن الطلب سيعود إلى مستويات ما قبل انتشار الوباء، خاصة أن الحالات في ولايات كبيرة مثل تكساس وفلوريدا وكاليفورنيا تستمر في الارتفاع.

وفي الولايات المتحدة، بدأت مخزونات الخام في الانخفاض. ويوم الأربعاء الماضي، أظهرت البيانات الأسبوعية الأمريكية أن مخزونات النفط الخام انخفضت بمقدار 7.2 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو انخفاض أكبر بكثير مما توقعه المتداولون والمحللون، ممن استطلعت صحيفة وول ستريت جورنال آراءهم، وتوقعوا انخفاضًا بمقدار 100 ألف برميل فقط.

وقال محللون في غولدمان ساكس إن الطلب على النفط يمكن أن يصل إلى مستويات ما قبل الوباء بحلول عام 2022، مدفوعًا بالنمو في الاقتصادات الناشئة، وانخفاض أسعار الطاقة نسبيًا وارتفاع مبيعات البتروكيماويات. لكن البعض الآخر أقل تفاؤلًا.

وقال محللون في سيتي جروب في مذكرة إن: «نمو الطلب على النفط في المستقبل قد يكون أضعف مما كان عليه قبل أزمة فيروس كورونا، وذلك بسبب عدد رحلات الطيران الأقل، وعمل موظفين أكثر من المنزل».

وفي الوقت نفسه، انخفض عدد حفارات التنقيب عن النفط -التي تُعد مؤشرًا لنشاط القطاع - في يونيو الجاري. ووفقًا للبيانات الصادرة يوم الخميس الماضي عن بيكر هيوز Baker Hughes.، تراجعت منصات النفط العاملة في جميع أنحاء العالم بنسبة 103 الشهر الماضي إلى 1073 حاليًا. وفي الولايات المتحدة، انخفض عدد منصات النفط من 274 إلى 72 في يونيو.

وارتفعت عقود خام برنت الآجلة تسليم سبتمبر، الذي يُعد المقياس العالمي لأسعار النفط، بنسبة 2.6٪ لتصل إلى 43.14 دولار للبرميل في بورصة إنتركونتيننتال يوم الخميس الماضي.

وفي مؤشر مختلف لسلعة أخرى مهمة، استعادت العقود الآجلة للذهب الأكثر تداولًا بعض خسائر يوم الأربعاء، حيث ارتفعت بنسبة 0.6٪ لتصل إلى 1790 دولارًا. وفي وقت سابق من الأسبوع، وصلت العقود الآجلة للذهب إلى حد الـ1800 دولار، وهو أعلى مستوى في تسع سنوات تقريبًا، حيث ينجذب المستثمرون إلى المعدن الأصفر بوصفه ملاذًا آمنًا وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي، وانخفاض أسعار الفائدة على السندات الحكومية.