عبدالرحمن المرشد

العودة للحياة الطبيعية وممارسة كافة الأنشطة التي كنا نمارسها قبل كورونا شيء جيد ولله الحمد ولكن ذلك لا يعني التخلي عن المحاذير والاحتياطات التي أكدت عليها وزارة الصحة مثل التباعد ولبس الكمامات والتقليل من الاجتماعات قدر الإمكان.

أقولها بكل صراحة إن البعض فهم رفع المنع بمفهوم آخر وكأن الفيروس سيأخذ إجازة أو انتهى بدون رجعة وهذا المفهوم للأسف، وإن كان أصحابه قلائل، إلا أنهم يؤثرون على الكثير من أفراد المجتمع بسبب سرعة انتقال العدوى في حال وقوع الإصابة ـ لا قدر الله ـ ولذلك من الأهمية عدم التساهل مع هؤلاء بعد رفع المنع وتطبيق الغرامات المحددة سلفا على متجاوزي التعليمات لأننا نحمي المجتمع بشكل عام ونحافظ عليه من عبث العابثين.

التباعد موجود في الأسواق وإن كان هناك بعض التجاوزات إلا أنه حاضر بشكل يوحي بأن الناس بدأت تتقبل وتعي جيدا حجم المخاطر التي يمكن أن يتسببوا بها لأنفسهم ومحيطهم القريب، وكذلك المساجد نلاحظ لبس الكمامات والتباعد بين المصلين مسافات كافية تشير إلى حرص الناس على مبدأ السلامة ووعيهم التام لهذا الأمر، وأيضا في مقرات العمل نجد انضباطا مماثلا يؤكد اهتمام الموظفين وإدراكهم التام لمبدأ (الوقاية خير من العلاج) وغيرها من بقية الأنشطة مثل المستشفيات والكافيهات التي نشاهد فيها لبس الكمامات والتباعد الذي يفرضه أحيانا التزام الناس وخجلهم من بعضهم البعض.

المشكلة في رأيي تكمن في تجمعات الاستراحات سواء الخاصة أو المستأجرة لمدد طويلة أو قصيرة حيث جرت العادة التحرك بحرية وعدم التقيد ومن ثم نجد أن مبدأ الالتزام يصعب تطبيقه في تلك التجمعات، فالغالب فيها هم الأصدقاء والزملاء الذين يأتون للسمر والسهر ومن الصعب على الكثير منهم الجلوس مع خلانه لابسًا الكمامة طوال الوقت وربما لو لبسها أحدهم لتندر عليه البقية الذين لا يتقيدون بوسائل السلامة، مما يضطره إلى خلعها مع الوقت وهنا تحدث المشكلة ويقع الخلل ويبدأ الملتزم بلبس الكمامة والتباعد يتساهل ويحدث نفسه بما أنه لا يتقيد بها في تجمعات الاستراحة فلماذا يتقيد بها في الخارج ويبدأ في التخلي عنها رويدًا رويدًا، ولذلك من الضروري ضبط تجمعات الاستراحات خلال الشهرين القادمين على الأقل إما بمنعها أو تحديد ضوابط معينة لها تضعها جهات الاختصاص ـ وإن كان المنع هو الأفضل في رأيي ـ لأننا لا نريد العودة إلى الوراء لا قدر الله، نريد العبور بسلام خاصة مع توالي التحذيرات من موجة ثانية وقانا الله شر هذا الوباء إنه سميع مجيب.

almarshad_1@