عبدالعزيز الذكير يكتب:

ليس دورنا هنا أن نتحدث عن مكونات الكليجا، فالأغلبية تعرفها، ولو جاز لي وعلى سبيل الفضول أن الكليجا الموجودة الآن تفتقد جزءا رئيسا من مكوناتها وهو الهيل.

تضايقني حالات التخرص التي ينتهجها البعض في تحليل المفردة ولماذا الاسم. فقد نشر بعضهم أن المفردة هي نتيجة اقتراح والدة البنت على ابنتها أن تبدأ بالأكل وتسرع قبل حضور زوج البنت، لأنهم كانوا في الماضي تقليديا وعرفا لا يستعذبون أن تأكل المرأة أمام زوجها، وعليها أن تنتظر حتى يفرغ ثم تتناول الباقي !، فكانت الأم تقول لابنتها: إكلي... جاء (تعني الزوج).

عجزت أن أستوعب تلك الرواية، ويفتقر هذا الزعم إلى تحليل مفرداتي. فأهل القصيم لا يصدرون الطلب أو الأمر بالألف، فهم لا يقولون (إكلي) وعرفوا بقول (كولي).

ويذكر المستشرق رينهارت دوزي في معجمه «تكملة المعاجم العربية» نقلا عن ابن بطوطة أن الكلمة خبز صغير معجون بالزبدة، وأن اسمه فارسي ورد في معجم المعربات الفارسية.

وهناك من قال إن الكلمة جاءت من كلمة (كليشه)، وهي الأداة الخشبية التي يجري بها نقش الأقراص، لكن هذا القول ضعيف لأن الكليشه هي تحريف كلمة الكليشيه الفرنسية Clechee .

كانت الكليجا وجبة رئيسية في بيوت الميسورين والأثرياء في القصيم، وكانت من أغلى الهدايا التي تقدم للصديق أو الزائر من خارج القصيم، إضافة إلى أنها عنصر أساسي من ضمن الهدايا التي تجهز بها العروس عندما تنتقل إلى بيت زوجها، وهي عادة ما زال يتمسك بها البعض إلى يومنا هذا. وهذا القول صحيح لكنها لم تقتصر على مناسبات الأعراس، بل إنها طعام للمسافر لأنها لا تفسد.

ومن المذكور أن موسم الحج يقتضي اجتماع أهل الحي الواحد للتحضير للسفر لأداء الفريضة ويستأجرون سيارة كبيرة (لوري) تغطى بشراع، تركب النساء في الجزء المتقدم منها مع الفرش والصناديق، ويركب الرجال في الجزء الخلفي. واشتهرت الحال تلك بأن النساء يحملن الكليجا، لتناولها وقت الإفطار أو بين الوجبات، وقبل الشروع في تناولها يتأكدن أن «السواق» و«المعاون» نالا شيئا من هذه «الزهاب» المعدة بإتقان مخلوطة بالبيض والهيل.

وهذا جزء من المبالغة في إكرام السائق.

A_Althukair@