بقلم- سكوت جوتليب ولوران سيلفيس

عبر نشر الاختبارات وتجميع العينات للكشف عن تفشي المرض

تعود أمريكا إلى العمل مجددًا أثناء تفشي فيروس كوفيد-19/‏ Covid-19 المستمر. وقد يكون الوباء تحت السيطرة، ولكن لم يتم تدميره بعد. لذا، فمن الضروري تجنب الموجة الثانية من تفشي المرض، عبر إجراء اختبارات واسعة النطاق، لاكتشاف واحتواء الإصابات الجديدة بسرعة.

والخبر السار حول هذا الأمر أن العديد من الولايات لديها ما يكفي من الاختبارات المتاحة بالفعل لتقديمها لجميع المواطنين، بغض النظر عن الأعراض. ومع دخول تقنيات الاختبار الجديدة عبر الإنترنت، أصبح من السهل نشر الاختبار الصحيح وطريقة الإعداد السليمة للمريض المناسب، حيث يجب أن يكون الاختبار جزءًا من الإستراتيجية المتبعة في مواقع العمل، خاصة وأن الموظفين يواجهون مخاطر أعلى.

ولدى أصحاب العمل طريقتان لعمل ذلك، أولًا: محاولة منع الفيروس من دخول مكان العمل، وحظر تفشي العدوى، مع محاولة احتواء الانتشار. وستكون فحوصات الحمى أو الاستبيانات الصحية فعالة جزئيًا فقط في هذا الصدد، وذلك لأن مراقبة الأعراض لا يمكنها اكتشاف أكثر من نصف الإصابات تقريبًا، وقد لا تظهر الأعراض إلا بعد عدة أيام من الإصابة بالعدوى.

والسؤال هو ما هي نوع الاختبارات التي يجب على أصحاب العمل استخدامها؟ هناك انجذاب واضحة من الشركات نحو الاختبارات السريعة. لكن المنصات السريعة الحالية يمكن أن تعطي نتائج سلبية كاذبة في حوالي 20 ٪ من الحالات. وقد يكون هذا النوع من الاختبارات مناسبًا لمكتب الطبيب، حيث يمكن للطبيب إجراء نوع آخر من الاختبارات لتأكيد النتيجة السلبية، ولكن في الغالب قد لا يكون من الممكن فحص مجموعة سكانية لا تظهر أعراض واضحة في مواقع العمل الأخرى، حيث لا يعد إجراء اختبار ثانٍ على النتائج السلبية عمليًا، نظرًا لأن معظم الاختبارات من المحتمل أن تكون سلبية، وقد لا تكون هناك أعراض تثير الشكوك من الأساس.

وهنا يمكن أن يكون الاختبار القائم على التعاون مع مختبر خيارًا أفضل لبعض أصحاب العمل.

وقريبًا سيتوفر في السوق الأمريكية المزيد من المختبرات التي ترسل اختبارًا للمريض، وهو يقوم بدوره بجمع العينة وإرسالها إلى المختبر مجددًا.

واتخذت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)خطوات لجعل هذا النوع من الاختبارات أكثر روتينية وتطبيقًا، من خلال إصدار نموذج قياسي لكيفية حصول المختبرات على هذه الاختبارات المصرح بها للاستخدام. وهذا الخيار مناسب لكل من المرضى وأصحاب العمل على حد سواء، وسيقلل الضغط على العاملين في مجال الرعاية الصحية، ممن يحتاجون إلى الحفاظ على معدات الحماية.

أيضًا، يجب على الأشخاص الذين يعانون من أعراض كوفيد-19 زيارة الطبيب، وعدم انتظار الحضور للعمل لإجراء الاختبار. فمن المرجح أن يكون أولئك الذين تم اختبارهم في العمل بدون أعراض في الغالب، ولكنهم قلقون بشأن التعرض المحتمل للعدوى، لذا يجب إدارة مخاطر النتائج السلبية الكاذبة باستخدام منصات دقيقة بشكل خاص.

على الجانب الآخر تسمح إحدى التقنيات، المسماة بـ «تسلسل الجيل التالي»، بأخذ عينات مجمعة. ويتم نشر هذه الأداة من قبل العديد من الشركات الآن، بما في ذلك تيمبوس Tempus وإيللومينا Illumina (ملحوظة: يعمل أحد مؤلفي هذه المقالة في تيمبوس، والدكتور جوتليب في إيللومينا).

ويقوم الموظفون بإعطاء عينات من اللعاب يتم دمجها في مجموعات من 10 أو حتى 100 عينة ثم يتم فحصها مرة واحدة. وإذا تم العثور على نتيجة إيجابية واحدة أو أكثر وسط المجموعة، يعود المسئولون ويختبرون كل شخص فيها على حدة.

وهذه النوعية من الاختبارات يمكن أن تكون دقيقة وفعالة للغاية. فـ «تجميع العينات» هي الطريقة التي أدعت بها الصين أنها تمكنت مؤخرًا من فحص 10 ملايين مواطن في ووهان في 19 يومًا فقط.

والسؤال التالي هنا هو: كم مرة يجب أن تجري الشركات اختبارات؟.. يمكن أن تقدم الأعمال التجارية، على سبيل المثال، اختبارات للمجموعات المتناوبة من الموظفين المعرضين للخطر، بناءً على عدد الأشخاص الذين يتواصلون معهم بشكل منتظم في العمل.

فعلى سبيل المثال، عند التفكير في المجموعات النموذجية المقسمة على طوابق مختلفة داخل مبنى إداري، أو أجزاء مختلفة من طابق أحد المتاجر، يمكن أن يساعد أخذ عينات تمثيلية من كل مجموعة نموذجية بانتظام في الكشف عن معدلات تفشي المرض. والتطبيقات المختلفة متاحة الآن لمساعدة أصحاب العمل في تنفيذ مثل هذه البروتوكولات.

أيضًا، ومع توفر المزيد من أدوات الاختبار، من الأهمية بمكان التأكد من نشر الفحص حيث تشتد الحاجة إليه. وهذا يعني توسيع فرص الاختبار في المجتمعات المحرومة، حيث يوجد خطر أكبر من انتشار العدوى وتفشي المرض الخطير، ويجب على إدارات الولايات مساعدة الشركات الصغيرة، مثل: متاجر البقالة، حيث توجد مخاطر عالية وهوامش ربح منخفضة، لا تسمح بإنشاء أنظمة اختبار.

ويجب على أصحاب العمل توقع ظهور مشكلات أخرى في هذا الصدد، مثل حماية خصوصية العمال، ودعم العزلة الذاتية للأفراد المصابين، وإبلاغ السلطات الصحية بالولاية عن النتائج. ويحتاج أصحاب العمل أيضًا إلى أنظمة لتتبع جهات اتصال العمل القريبة، عندما يكتشفون وجود حالة إيجابية.

لكن يمكن أن تكون اختبارات الشركات جزءًا كبيرًا من منظومة الحد من خطر الإصابة بالأمراض في أمريكا ومنع انتشار وباء آخر، وقد يكون نشر الاختبار على نطاق واسع هو أفضل جسر للعثور على اللقاح.

* كاتب المقال الدكتور سكوت جوتليب هو زميل مقيم في معهد أميركان إنتربرايز، وهو شريك في شركة نيو إنتربرايز أسوشيتس، وعضو مجلس إدارة شركات الرعاية الصحية، وكان مفوضا في إدارة الغذاء والدواء، في الفترة بين 2017 و2019. ولوران سيلفيس هي نائب رئيس أول في شركة تيمبوس لابس. وكانت نائب مدير مركز الأجهزة الطبية التابع لإدارة الأغذية والأدوية، ورئيس موظفي الإدارة في الفترة من 2017 إلى 2019.