علي سعيد القحطاني

من خلال قراءتي في البحوث التي قدمت في منهجية STEM شدني ورقة عمل قدمها الباحث Rita Ray، والتي قدمها عام 2015 وكانت بعنوان منهجية STEM والأداء الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ناقشت هذه الورقة مدى تأثير أعداد الخريجين من منهجية STEM على الأداء الاقتصادي في أمريكا. حيث قدمت الورقة أدلة قوية توضح أن كثرة أعداد خريجي منهجية STEM هي عامل حاسم في الأداء الاقتصادي. وكذلك أن منهجية STEM لها تأثير في تحسين مستوى التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية.

في ظل رؤية المملكة 2030 الطموحة، والتي تهدف إلى زيادة معدلات التوظيف، وتوطين الصناعات وزيادة الناتج المحلي، وتحسين مخرجات التعليم الأساسية، وتوفير معارف نوعية للمتميزين، وضمان المواءمة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، فإن توجه وزارة التعليم بالتوسع في إدخال منهجية STEM لنظامنا التعليمي هو الحل والتحول الصحيح. وقد رأينا مؤخرا تدشين معالي وزير التعليم د.حمد بن محمد آل الشيخ مشروع تطوير مسارات الثانوية العامة والأكاديميات المتخصصة التي تضمنت أكاديميات علمية (STEM)، والذي سيبدأ تطبيقه اعتبارا من العام الدراسي ٤٣- ١٤٤٤هـ، كما يلبي المشروع احتياجات التنمية الوطنية المستقبلية، ومهارات القرن الحادي والعشرين والثورة الصناعية الرابعة.

إن منهجية STEM في المدارس والتوسع فيها تتيح الفرصة لتنمية مهارات الطلاب التي تتوافق مع مهارات القرن الواحد والعشرين.

إن تطبيق منهجية STEM في المملكة مازال يمثل تحديا كبيرا، إلا أن وزارة التعليم خطت خطوات جادة في نقل هذه المنهجية إلى المدارس السعودية، حيث تمثلت إحدى هذه الجهود في إرسال معلمين ومعلمات إلى دول متقدمة تعليميا لتعلم هذه المنهجية، ومعايشة تطبيقها في مدارس هذه الدول لمدة عام دراسي وهو ما يمثل تدريبا فريدا من نوعه وخطوة جادة في تحقيق نقل وتطبيق هذه المنهجية لبلادنا الغالية.

إن تأهيل المتعلمين في المراحل التعليمية المختلفة لملء الفجوة في الصناعة والابتكار في بلادنا سيكون دافعا لها للاستمرار في مواكبة الاقتصاد العالمي القائم على التنافسية العالية في المعرفة. وهذا ما سيتحقق بمشيئة الله من خلال تطبيق منهجية STEM والتي تقوم على إكساب المتعلمين المهارات والمعارف اللازمة.

إن توطين الصناعات وزيادة الناتج المحلي والذي في المقابل سيسهم في تقليل نسب البطالة يتطلب إكساب الأجيال القادمة العديد من المهارات المهمة على سبيل المثال:

محو الأمية المالية، الإبداع، التفكير، التخطيط، إدارة الموارد، الوعي الاجتماعي والثقافي والأخلاقي، اتخاذ القرار، والتعاون، والتواصل، وإدارة المخاطر.

وتتطلب رعاية هذه المهارات والصفات بيئة تعليمية معينة توفر للمتعلم المساحة الكافية للتعلم والإبداع بعيدا عن المناهج الدراسية، وهو ما يتحقق من خلال منهجية STEM التي تقدم مشاريع على شكل مشكلات من واقع الحياة، يقوم المتعلم بالبحث والتخطيط والتفكير والإبداع والتعاون والتواصل مع زملائه لحل هذه المشكلات والتي ستنتج عددا كبيرا من المهارات والمعارف المكتسبة.

@ali21216