مشعل أبا الودع

إيران التي تهدد العالم بأنها سوف تمسح دولا من على الخريطة وسوف تقضي على الولايات المتحدة وإسرائيل تقع في أخطاء صغيرة جدا لا يمكن أن تقع فيها دول صغيرة لا تدعي أنها تملك إمكانيات عسكرية هائلة كما تدعي إيران، وتتباهى بأنها قادرة على صنع المعجزات وأن لديها أقوى الأسلحة في العالم لينكشف خداع وزيف القوة الإيرانية الخارقة عندما تصيب الطائرة الأوكرانية بطريق الخطأ ومرة أخرى عندما تقوم مدمرة إيرانية بإطلاق صاروخ بطريق الخطأ على بارجة إيرانية وتقتل ٤٠ عسكريا من الجيش الإيراني بينهم كبار الضباط، وهذه الحادثة تؤكد على أن إيران لا تملك غير لسان تهدد به العالم، بينما هي ليست قادرة على إدارة مناورة عسكرية أو تنفيذ مهمة عسكرية بنجاح كما حدث مع الطائرة الأوكرانية، وهذه هي حقيقة نظام الملالي الذي يتوعد العالم كل يوم ويهدد أكبر دولة في العالم ويرسل صواريخه الخردة إلى أذنابه لاستهداف المملكة، وهذه الصواريخ لا تتعدى أن تكون ألعابا نارية يمكن التصدي لها بكل سهولة وأيضا الطائرات المسيرة التي يتم تفخيخها لا تملك أي تكنولوجيا حقيقية لأن الأسلحة الإيرانية صنعها نمر من ورق.

منذ شهر تقريبا حاول الحرس الثوري الإيراني الاقتراب من سفن أمريكية تقوم بمناورات عسكرية في مياه الخليج، ولولا صبر القائمين على هذه المناورات من الجانب الأمريكي كانت الأمور سوف تصل إلى مواجهة مباشرة محسومة لصالح الأمريكان بالفعل، لكن حادثة النيران الصديقة من المدمرة الإيرانية التي استهدفت البارجة الإيرانية هي ضربة كبيرة للنظام الإيراني واستراتيجته العسكرية الفاشلة وفضيحة جديدة لنظام الملالي وصفعة قوية على وجهه أمام شعبه الذي يثق تماما أن هذا النظام ليس لديه جيش بالمعنى الحقيقي، هو مجرد مجموعة من المرتزقة يديرون المنظومة العسكرية ويسيطرون على اقتصاد الشعب الإيراني ويرسلون أمواله إلى أذنابهم في الخارج لنشر الإرهاب والسيطرة وتخريب الدول لكنهم أضعف مما يتصور العالم، وخاصة الدول التي ما زالت تنظر إلى ضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران لأنهم يرون أنها تملك سلاحا نوويا وأنها خطر عليهم وعلى العالم رغم أن الأيام أثبتت أن إيران دولة فاشلة منذ الثورة الخمينية وحتى اليوم ولم تحقق أي تقدم في أي مجال ولن تحقق إذا ظل الملالي على رأس السلطة في إيران.

حادثة المدمرة الإيرانية جماران التي أطلقت صاروخا على البارجة الإيرانية كنارك تفتح العديد من التساؤلات أيضا حول إصابة البارجة بطريق الخطأ أو أن الأمر مقصود للتخلص من بعض كبار الضباط بالجيش، وهناك تكهنات حول وجود توترات بين الحرس الثوري الإيراني والجيش الإيراني بعد مقتل الإرهابي قاسم سليماني، وهناك احتمالية أخرى يمكن أن تكون صحيحة وهي وجود اختراق بالمنظومة الصاروخية الإيرانية، وكل الاحتمالات قائمة، لكن بلا شك هذه الحادثة لا يمكن أن تكون بطريق الخطأ، وربما الخلافات وراء قتل كبار الضباط في الجيش الإيراني في ظل سيطرة من الحرس الثوري على زمام الأمور والذي أعتقد سيكون له اليد في عدد من الأحداث التي سوف تحصل في إيران الأيام القادمة، بل هناك تخوفات حقيقية من حدوث انقلاب على نظام الملالي سوف يقوم به الحرس الثوري الإيراني وقد ينتظر بعد موت خامنئي، لكن المؤكد أن الحرس يدبر في الخفاء شيئا ما للسيطرة على السلطة في إيران.

مناورات إيران التي خسرت فيها ٤٠ عسكريا بسبب نيران صديقة ضربة كبيرة جدا لنظام الملالي الذي لا يستطيع الرد في سوريا على صواريخ إسرائيل التي سوف تظل تستهدفها إلى أن يتم طردها من سوريا، ولن يكون لإيران أي رد فعل قوي لأن التصريحات دائما من نظام الملالي تؤكد أن التواجد الإيراني في سوريا لا يستهدف إسرائيل وأنها لن ترد على إسرائيل لا من سوريا ولا من العراق ويكفي أن إيران تضرب وتدمر ترسانتها العسكرية وضباطها وجنودها بنيران صديقة وليس بنيران الأعداء.

alharby0111@