عبدالعزيز الذكير يكتب:

نلاحظ أن السنين الأخيرة في حياتنا المالية، وكذا في حياة معظم الشعوب، شهدت تحولا غريبا، لدى المؤسسات المالية، وظهرت أشياء خارج ما جبل عليه الإنسان في حياته المعيشية ورأينا في الواضح والملموس إغراءات الاقتراض والاستدانة والاستلاف، وبشروط تجعل المرء ينسى ما قرأه عن هموم الدين التى لم تخل منها ذاكرة المرء وما حفظه من أدبيات وأمثال فصحى وشعبية عن الدين ومشكلاته الاجتماعية والنفسية.

وقد لا يكون من الصعب أن نجد دليلا على مثلبة الكلمة «قرض». فاللفظة مشتقة من لفظة أخرى، قرض. ولو كانت تنتهي بأخت الطاء «قرظ» لكنا أحلناها إلى المديح أو الإطراء، لكنها بشكلها هذا تقترب من «القوارض» أي القواضم والقوارض تشمل الجرذان والسناجب وما إليها، أو «والذي منه».

وأعجب -ولا في الدنيا عجب- أن أغلب المصارف تدعونا إلى الاقتراض - أو الانقراض EXTINCTION..!

ويضيق صدري أحيانا إذا سمعت أن بلدا ما وافقت على «قرض» لدولة أخرى، لأنني لم أسمع عن قرض استوفاه البلد الدائن بالكامل، بل نسمع عن جدولة الديون! أو التنازل أو التأجيل وتلك -عادة- تنتهي إلى أزمة سياسية واستدعاء السفراء «للتشاور» وقد ينتهي الأمر بحشود حدودية أو غزو في ليل مظلم.

البنك الدولي يقرض بعض الدول.. ولكنه يمرغها بالوحل.. ويكبلها بالشروط المجحفة والمذلة.

وتندر قومنا بتاجر محلي معروف بالحذر والتحرز في علاقاته العملية، إلى جانب حبه للدعابة وسرعة الخروج من المأزق. فقد جاءه رجل يطلب قرضا فاعتذر التاجر قائلا: لا أستطيع....، وأدري تبي تزعل، وإذا سلفتك وطالبتك أيضا تبي تزعل، يعني زعلان زعلان... !. إزعل ودراهمي عندي أحسن لي من زعلك ودراهمي عندك.

وقرأت مصطلحا غربيا يقول:

IF YOY WANT TO LOSE HIM

LEND HIM أي إذا أردت أن تخسر شخصا ما، فأقرضه. وقال شاعر عربي قديم:

إذا استثقلت أو أبغضت خلقا

وسرك بعده حتى التنادي

فشرده بقرض دريهمات

فإن القرض داعية البعاد.

A_Althukair@