ماجد عبدالله السحيمي

منذ بداية عصر نهضة مواقع التواصل الاجتماعي كنت معجبا بكثير ممن يتصدرون مشاهده، سواء المرئية مثل أصحاب محتوى اليوتيوب أو مقروءا مثل تويتر، في شتى المجالات كان لا بد لي من فائدة قليلة أو كثيرة إن تابعت أي حساب، وكانت السخافات وأصحابها مندثرون بشكل شبه تام، وما أن تطورت وتجددت هذه المواقع كغيرها مثل كل المنتجات، وبدأ يظهر مصطلح المؤثرون والذي يتبادر للذهن مباشرة بأنه تأثير إيجابي، ولكن للأسف مع مرور الوقت بدأ يتغير ويتبدل فتغير نسبة وتبدل حالا حتى أصبح في وقتنا الحاضر في نظري شبه فارغ من المحتوى، بل ومدمرا للقيم والأخلاق في بعض أحيانه، أعتقد أن المؤثرين وبالمناسبة فأنا لا أحب استخدام مصطلح (المشاهير)، ينقسمون في نظري إلى ثلاثة أقسام، الأول: هو قسم يقدم محتوى مليئا بالإسفاف ومضرا للأخلاق والقيم، والقسم الثاني: هو قسم فارغ أيضا لا يصدر منه إلا السخافة ومضيعة الوقت و(السماجة) ومحتوى لا يقدم أي فائدة مطلقا، الثالث: وللأسف هو الأقل نسبة بكثير والذي يجلب إليك الفائدة سواء بمعلومة أو بمنتج تحتاجه دون استغلال، ولو صنفت كم تشكل نسبة كل قسم فستكون للأول 45 % والثاني كذلك والثالث 10 %، مؤسف أن يستحوذ المحتوى الفارغ والسلبي على 90 % من أعين المشاهدات فيه مضيعة للوقت والمال وإلهاء عن الواجبات وتدمير للنفس، كثير منه هدفه الإعلانات وهو بعيد كل البعد عن هذا العلم الذي يدرس في الجامعات ولا حتى مدى جوانبه القانونية، كما أيضا يشاركهم في هذا الجانب أصحاب المنتجات الذين لا يحسنون اختيار من يمثل منتجهم، فهم يفكرون في كم المتابعين فقط، قد يصفني البعض بأنني حاسد لهم فأقول لهؤلاء إن الرزق من الرزاق سبحانه يهبه لمن يشاء. أكبر دليل على ما أقول هو وقتنا الحالي فنحن نعيش أزمة كورونا، نسأل الله أن يجليها عنا وعن العالم أجمع، توقفت كثيرا من الإعلانات التي تشغل جل محتواهم وأغلقت كذلك الأماكن التي استحوذت على صورهم وهنا كان المحك بما يملأون هذا الفراغ الذي فشل بكل نجاح بأن يظهر سطحيتهم بشكل جلي حتى كشف هذا الفراغ طفوهم على السطح ليراهم الجميع بمعزل عن كل ما كان يحيط بهم ويملأ ما يقدمون، لا أبالغ إن قلت أن أحد المؤثرين الإيجابيين القلة يوازي 100 من القسمين الأول والثاني.

وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل أودعكم وأقول (النوايا الطيبة لا تخسر أبدا) في أمان الله.

Majid_Alsuhaimi @

Majid_ALSuhaimi @