بقلم - آنجوس لوتين

تتخلى عن التقنيات المكلفة بسبب أزمة كورونا

تحاول الشركات المختلفة الآن تقليص ميزانياتها التكنولوجية عبر الاعتماد على الحوسبة السحابية وتقنيات الذكاء الاصطناعي الأقل تكلفة وأكثر تطورًا.

ووفقًا لتقرير شركة البيانات الدولية آي دي سي، فإن وباء فيروس كورونا أعطى أولوية للتكنولوجيات التي تدعم تقليص النفقات.

وتحوّل الشركات في جميع أنحاء العالم تركيزها الآن نحو الإنفاق الرأسمالي المخفض، الذي يترك الاعتماد على أجهزة تكنولوجيا المعلومات الثابتة المكلفة، ويتجه بصورة أكبر إلى الخدمات السحابية والذكاء الاصطناعي، وغيرها من الأدوات التي تبشر بخفض التكاليف وزيادة الإيرادات، وفقًا لتقرير آي دي سي.

ومن المتوقع أن ينخفض إجمالي إنفاق الشركات على تكنولوجيا المؤسسة هذا العام، حيث تقلل الشركات من ميزانيات تكنولوجيا المعلومات للتعامل مع الانكماش في النشاط التجاري الناجم عن وباء فيروس كورونا، حسبما قال التقرير الذي نشر مؤخرًا.

وانخفض مؤشر الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات حسب التقرير ليصل إلى 987 نقطة في شهر أبريل، منخفضًا من 1005 نقاط في مارس.

ويستند المؤشر إلى دراسة استقصائية عالمية لمشتري تكنولوجيا المعلومات في الشركات، ومجموعة من المؤشرات السوقية والاقتصادية. وتشير الدرجات التي تقع في متوسط أعلى من 1000 إلى أن الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات من المتوقع أن يزيد، في حين أن النتيجة أقل من 1000 نقطة تشير إلى انخفاض محتمل.

وقالت آي دي سي إن معظم الشركات أكدت أنها تخطط لخفض الإنفاق على أجهزة الكمبيوتر الثابتة والهواتف المحمولة والبنية التحتية للتخزين، وخدمات تكنولوجيا المعلومات داخل الشركة.

وفي الوقت نفسه، أوضح الكثيرون في المقابل ارتفاع الإنفاق على أجهزة الكمبيوتر المحمولة (لابتوب)، وذلك لدعم زيادة عدد الموظفين العاملين من المنزل. وقالت المجموعة إن أكثر من 100 شركة عالمية شاركت في الاستطلاع.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة آي دي سي وكبير الباحثين السابق في الشركة، كروفورد ديل بريتي: «نتيجة لانتشار فيروس كوفيد 19، زاد الاعتماد الآن على خدمات الحوسبة السحابية والتقنية الأكثر ارتباطًا، والتي يمكنها أن تمنح الشركات درجة عالية من الرشاقة في العمل في خضم الأزمة».

ويبيع مقدمو الخدمات السحابية حاليًا سعة الكمبيوتر على أساس الحاجة، مما يمكن الشركات من تحويل أنظمة وبرمجيات تكنولوجيا المعلومات من مراكز وخوادم البيانات الداخلية المكلفة إلى أنظمة أقل تكلفة.

وقال ديل بريتي: «الحوسبة السحابية هي نموذج تقني مشترك يحل محل البنية التحتية المادية والتطبيقية، وبالتالي فهو يميل إلى أن يكون أكثر مرونة في مواجهة تباطؤ السوق».

وفي الوقت نفسه، أضاف إن الذكاء الاصطناعي وأدوات البرمجيات المتقدمة الأخرى تسمح للشركات بتحليل البيانات وأتمتة العمليات والحصول على كفاءات أكبر.

وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة آي دي سي: «بمجرد أن تتمكن من قياس سعة الحوسبة السحابية، يمكنك إدارتها بشكل أكثر فاعلية واستثمار مجموعات بيانات جديدة». موضحًا أن تأثير الوباء ظهر على العديد من الشركات وجعلها على أهبة الاستعداد.

وقال التقرير، إن بعض الشركات كانت تخطط لتعزيز الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات قبل أسبوعين فقط، ولكنها عادت وبدلت كل خططها بسبب الأزمة.

وقالت شركة آي دي سي في 11 مارس الماضي إن توقعات النمو السنوي في الإنفاق العالمي على تكنولوجيا المعلومات يمكن أن تنخفض إلى 1 ٪ أو ما يقرب من 2.3 تريليون دولار، بانخفاض عن توقعات فبراير بأكثر من 4 ٪ مشيرة إلى مستوى أعلى من مخاطر الهبوط.

وفي نفس الإطار، توقعت شركة جارتنر وهي شركة أبحاث واستشارات في مجال تكنولوجيا المعلومات، زيادة بنسبة 3.7 ٪ في الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات في بداية العام. وقال كبير متنبئي الشركة السوقيين في قطاع التكنولوجيا والخدمات، جون ديفيد لوفلوك، إنه يتوقع الآن أن يكون الإنفاق أقل من ذلك.

ويوم الاثنين الماضي، قال جارتنر إن شحنات الكمبيوتر العالمية في الربع الأول انخفضت بنسبة 12.3 ٪ عن نفس الفترة من العام الماضي، لتصل إلى 51.6 مليون فقط، وهو أكبر انخفاض منذ عام 2013.

وبينما ارتفعت الشحنات الأمريكية مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، فقد انخفضت بأكثر من 30 ٪ عن الربع الرابع من عام 2019.

ختامًا.. فإن تخفيضات الإنفاق تضرب خطط التوظيف. وأفادت مجموعة كومب تي آي إيه التجارية بأن أرباب العمل الأمريكيين ألغوا 19 ألف وظيفة في مجال تكنولوجيا المعلومات وحده في مارس الماضي، حتى مع اعتماد عدد متزايد من الشركات بشكل كبير على الدعم الفني لأدوات العمل عن بعد، والتجارة الإلكترونية واستمرارية الأعمال.

«نتيجة لانتشار فيروس كوفيد - 19، زاد الاعتماد على خدمات الحوسبة السحابية والتقنية التي تمنحها رشاقة في العمل».. كروفورد ديل بريتي، الرئيس التنفيذي لشركة آي دي سي.