أنيسة الشريف مكي تكتب:

جاء القرار الملكي الصادر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- رعاه الله- بتمديد منع التجول، وذلك وفق معدلات ومؤشرات انتشار فيروس كورونا الحالية وحتى إشعار آخر، للحد من انتشار الفيروس الجديد، كأحد أهم الإجراءات -التي تحد بشكل كبير من عدد الإصابات بالفيروس وانتشاره- التي تصدر من والدنا الحبيب وقائدنا حفظه الله.

ولهذا القرار مشكورا أهمية بالغة في هذه الفترة الحساسة، أتمنى على المواطنين والمقيمين تنفيذ ما صدر بدقة وأمانة، ومراقبة الله، حيث إن التساهل كارثة لا تضر بالمخالف وحده، بل تتجاوزه لعائلته وغيرهم من المخالطين، وبالتالي الوطن كله مواطنين ومقيمين.

كلنا يعرف أن الالتزام مظهر حضاري ووعي اجتماعي، وفي هذا الوقت يكون واجبا دينيا ووطنيا، خاصة بعد اكتشاف حالات جديدة بسبب عدم الالتزام.

وبالمناسبة، أيام ويهل علينا الشهر الكريم، جعله الله شهر خير وبركه وأمن وإيمان، وأن يرفع الله فيه عنا هذا البلاء، ويمن علينا بالصحة والعافية، وأن يبلغنا رمضان ويوفقنا. البقاء في المنزل ضرورة والمخالف يستحق العقاب، ولكن هذا لا يمنع من تذكر فئة حبيبة إلى قلوبنا، ذكرهم الله في كتابه الكريم، وأوصى بهم خيراً، تحسبهم من التعفف أغنياء.

بالفعل أكثر ما يواجه العمل الخيري في المجتمعات صعوبة الوصول إليهم وهم الأكثر أحقية للزكاة والصدقة والمساعدات، فغياب المعلومات الدقيقة عنهم تُعد من أكبر المعوقات للوصول إليهم.

هؤلاء لا تنتظر أحداً منهم يمد يداً أو يطرق باباً، استحالة، ولا توجد لهم أسماء في الجمعيات الخيرية المنتشرة في كل مكان خاصة جمعية فتاة الخليج التي تعمل بجهد كبير على مساعدة المحتاجين، وجمعية ود الخيرية وجمعية البر وجمعيات أخرى جزاهم الله خير الجزاء.

كتبتُ عن هذه الفئة كثيراً ولن أقف، فهم مسئولية الجميع، والتحري والبحث عنهم من أوجب الواجبات.

لا أعتقد أن المبررات الكثيرة بعدم الوصول إليهم مقنعة، نحن كمجتمع وأفرد الروابط الإسلامية والتكافل الاجتماعي يفرض علينا البحث عنهم، فلم يجعل الله سبحانه هذا التكافل اختيارياً، أو منَّة يجود فيها الغني على الفقير، فالزكاة ركن من أركان الإسلام، والصدقة برهان، ومن أعظم أسباب البركة في الرزق ومضاعفته.

عائلات بسبب التهاون في زيارة الأرحام وصلة الرحم سامحهم الله يفوتهم أنه قد يكون من بين ذوي القربى المحتاج والفقير واليتيم والأرملة هؤلاء هم أقرب، ولا ننسى الجيران في كثير من الأحياء، فقراؤهم المتعففين تأبى كرامتهم عليهم إظهار الحاجة فهم الأولى أيضاً.

وكل مؤسسات المجتمع مسئولة مسئولية تامة، خاصة مع هذه الجائحة التي سيرفعها الله بمشيئته يؤمل منها أن تقوم بالبحث عن المتعففين في المدن، والقرى، وحتى في الصحاري.

لا يعتذر البعض بتمديد منع التجول، رجاء فوسائل المساعدة أكثر مما يتصوره الجميع، نستطيع وهذه مسؤوليتنا.

aneesa_makki@hotmail.com