محمد حمد الصويغ mhsuwaigh98@hotmail.com

بقراءة فاحصة ومتأنية لمفردات لغة الأرقام، التي لا تخطئ والمستقاة من دراسات إحصائية دقيقة، يتضح أن زيادة أعداد السياح المحليين بمحافظة الأحساء قفزت من 149 ألف سائح عام 2007 إلى 408 آلاف سائح خلال مطلع عام 2019 بمعدل 1740 بالمائة، وقد أكدت تلك الدراسات الإحصائية في الوقت ذاته أن تطور السياحة الوافدة للمحافظة تصاعد من 162 ألف سائح عام 2007 ليصل إلى 284 ألف سائح عام 2018م بمعدل تغيير بلغ 740 بالمائة، وبمتوسط زيادة سنوية بلغ نحو 11 ألف سائح، وتلك الزيادات الملحوظة في عدد السياح تعود لما تتمتع به المحافظة من تاريخ عريق وموارد سياحية وتراثية متنوعة.

وتعود تلك الزيادات إلى التنوع السياحي بالمحافظة بين مواقع سياحية تراثية ومواقع سياحية جديدة، أهّلتها عن جدارة واستحقاق لتغدو عنصرًا مهمًا للجذب السياحي، وهذا ما يحدث على أرض الواقع حاليًا، وبالعودة إلى مفردات لغة الأرقام ذاتها، يتبيّن أن نصيب المحافظة من جملة السياح بالمنطقة الشرقية وحدها بلغ 80 بالمائة، وعدد السياح من باقي مناطق المملكة بلغ 286 ألف سائح، بينما بلغ عدد السياح الأجانب 283 ألف سائح، وهذا يعني أن نسبة السياحة الداخلية وصلت إلى ضعف نظيرتها الخارجية في زمن قياسي مدهش من عمر اهتمام الدولة بصناعة السياحة الوليدة.

وتلك الزيادات الملحوظة في أعداد السياح من الداخل والخارج تعود إلى اهتمام الدولة بالمرافق السياحية بالمحافظة، رغم أن عامل المناخ في واقع الأمر لم يكن سببًا في تحديد فترة الاستفادة من المقوّمات الطبيعية بالمحافظة، فزيادة درجات الحرارة صيفًا لم تحُل دون تدفق أعداد السياح إلى هذه المحافظة، ويتم عبر أمانة الأحساء الاهتمام بإنشاء الحدائق العامة التي بلغت مساحاتها نحو 600 ألف متر مربع في محاولة لتلطيف أجواء المحافظة أثناء ارتفاع درجات الحرارة صيفًا.

وثمة مقوّمات سياحية عديدة أدت إلى زيادة أعداد السياح إلى محافظة الأحساء من الداخل والخارج، لعل أبرزها اهتمام الدولة بدعم المواقع والمراكز السياحية والتراثية، وتلعب الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني دورًا فاعلًا ومهمًا لتحسين المرافق التراثية التاريخية بالمحافظة لجذب السياح إليها، وقد أفرز هذا الدور الحيوي عن تطوير المرافق السياحية بالمحافظة، لا سيما الاستفادة من التقنيات الحديثة في عمليات التطوير المختلفة، حتى تحوّلت المراكز التراثية إلى محاكاة حقيقية للواقع القديم في هذه المحافظة.

واهتمام الدولة بجوانب التصنيع السياحي بالمحافظة بارز من خلال إعادة تهيئة مطار الأحساء لزيادة قدرته الاستيعابية، ومن خلال العمل على زيادة أعداد المتنزهات العامة، ومن خلال تنشيط السياحة البحرية، كما هو الحال في شاطئ «العقير» التاريخي، وتوفير أماكن الإيواء السياحي، وتوفير كافة الخدمات المصاحبة للمشروعات السياحية الكبرى، وهذا يعني فيما يعنيه أن المحافظة مُقبلة على تنامي الحركة السياحية بها، وتصاعد أعداد السياح إليها من داخل المملكة وخارجها.