ترجمة: إسلام فرج

متظاهرو العراق يواجهون هيكلا سياسيا ذا طابع عسكري لا يرحم

اتفقت صحف ومواقع بحثية غربية على أن نظام الملالي في إيران نظام استعماري يتحكم في اتخاذ القرار في أكثر من دولة بالشرق الأوسط عبر وكلاء عسكريين، موضحا أن حزب الله نموذج بارز لذلك بما يمثل تهديدا للدولة اللبنانية بعد تغوله في شرايين البلاد خلال السنوات الأخيرة.

وقال موقع «أوراسيا ريفيو» إنه من المستحيل اليوم في المجالات الرئيسة للحياة اللبنانية تحديد المكان، الذي تبدأ فيه الدولة الرسمية بالضبط، والنقطة التي تنتهي عندها حالة الظل لحزب الله.

ونقل عن جوناثان سباير، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، قوله إن حزب الله، الذي يعمل وكيلا لطهران، ابتلع الدولة اللبنانية بينما بقيت قشرة الدولة كما هي لتكون بمثابة تمويه وقائي، ولتنفيذ جوانب الإدارة التي لا يهتم بها حزب الله وإيران.

ومضى الموقع يقول «أنشأ حزب الله، وهو منظمة تعتبرها العديد من دول العالم إرهابية، وباتت دولة داخل لبنان».

وأشار «أوراسيا ريفيو» إلى أن حزب الله، الذي رعته إيران لتعزيز قبضتها على لبنان، سرعان ما شن حملة إرهاب ضد أعدائه المتصورين.

وتابع «تم تنفيذ موجات من عمليات الاختطاف والتفجيرات والاغتيالات في جميع أنحاء العالم، وطالت غربيين ومسلمين على حد سواء».

وأشار الموقع إلى أن سيطرة حزب الله على لبنان اكتملت اقتصاديا عبر استثمارات كبيرة في القطاع المصرفي اللبناني.

وشدد على أنه بالرغم من ذلك، يوجد استياء بين كثير من اللبنانيين، حتى الشيعة، من دور حزب الله في سوريا بناء على طلب من إيران.

ومضى يقول «الاحتجاجات الأخيرة وللمرة الأولى كانت واضحة في جنوب لبنان، وهي منطقة يسيطر عليها حزب الله».

واعتبر الموقع أن تمرد جماهير لبنان ضد هيمنة الحزب على البلاد هو الجانب الأكثر تفاؤلاً في الوضع الحالي.

من جهتها، قال تحليل لشبكة «إن بي سي نيوز» الأمريكية، إن الاشتباكات التي وقعت بين أنصار حزب الله اللبناني والاحتجاجات، التي تجتاح لبنان بلا قيادة، علامة على القلق الكبير الذي تشعر به إيران ووكلاؤها في جميع أنحاء المنطقة إزاء تصاعد المظاهرات المناهضة للحكومة.

ونقل التحليل عن نيل كويليام، زميل مشارك في تشاتام هاوس، وهو مركز أبحاث بلندن، قوله «تشكل الاحتجاجات في لبنان والعراق تهديدا للمصالح الإيرانية في البلدين، لأنها ذات طابع وطني، وبالتالي تتحدى النظام السياسي، الذي تؤيده جماعات تدعمها إيران».

وأشار التحليل إلى أن الاحتجاجات قوية بما يخلق صعوبة لإيران في التعامل معها.

ونقلت عن فواز جرجس، الأستاذ المتخصص في سياسات الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد، قوله «تحاول إيران الابتعاد عن التوترات والاضطرابات المتصاعدة في البلدين، لكن قدرتها على القيام بذلك محدودة لأن حلفاءها المحليين من الجماعات المسلحة مستهدفون من المحتجين».

وقال موقع «منتدى الشرق الأوسط» إن الشرق الأوسط يشهد حاليا الأمثلة الأولى على التمرد الشعبي في البلدين، اللذين تهيمن عليهما إيران.

وأشار إلى أن الاحتجاجات في لبنان، التي اندلعت على خلفية مظالم اقتصادية واجتماعية تصاعدت بسرعة للتحول إلى تحدٍ عام للنظام السياسي الراسخ والفساد في البلاد.

وأردف بقوله «في كل من الوضعين اللبناني والعراقي، بمجرد إزالة الشكليات، يواجه المتظاهرون هيكلا سياسيا يتسم بأنه ذو طابع عسكري وغير منتخب، ولا يرحم مطلقا، وهو صاحب القرار النهائي واللاعب القوي في البلاد. ويتم التحكم في هذا الهيكل من إيران عبر آلية الحرس الثوري الإسلامي».