لمي الغلاييني

كلما شعرت أنك أكثر بهجة وامتنانا كلما ازداد تسارع الوفرة والرخاء في حياتك، فمشاعر الامتنان هي عاطفة عالية الوتيرة تسهم في ازدياد إظهار رغباتك بصورة أكثر سهولة، وعليه يصبح من الأهمية بمكان المحافظة دوما على سوية عالية من المتعة لديك، ولماذا لا نفعل إذا استحضرنا عظمة الخالق الوهاب ذي القدرة اللا متناهية، والأقرب إلينا من حبل الوريد ولا يعجزه تحقيق شيء.

أن تكون مؤمنا يعني أن تحسن الظن بربك دون أن يخالجك شك أن كافة حاجاتك ورغباتك بدون استثناء مستجابة دوما، وكل ما تحتاجه من ناحيتك هو أن تتناغم مع المزيد من مشاعر الامتنان والرضى الداخلي، وإذا راودتك الشكوك أو الجزع والتذمر فتذكر أن ذلك يؤثر سلبا على تحقق أمنياتك.

كل المشاعر تنبع من الأفكار وتطلق ذبذبات وبالتالي فهي سبب يؤدي دائما ومن دون استثناء إلى نتيجة ذات صلة، ولذلك فحين ينتاب شخص ما القلق أو أفكار سلبية حول موضوع ما، فهو سيتناغم مع ذبذبات تلك المشاعر ويجذب ما يتناسب مع طاقتها؛ لأن الشبيه يتناغم مع شبيهه في كافة فضاءات الحياة، وبالتالي إذا قمت بالتركيز على شيء سلبي فسوف ينتج عنه تجاذب من نفس النوعية المرتبطة به وستنشأ انعكاسات سلبية بطبيعة الحال، والمبدأ نفسه ينطبق على التفكير الإيجابي الذي سيتسبب في التناغم مع ما يماثله من أحداث.

يمكن أن يقع العديد من الناس في مصيدة السلبية بسبب أحداث تعترض مسيرتهم، كأن يفقدوا وظائفهم، أو يشعروا بأنهم عالقون في مطب علاقة غير سعيدة، أو أي شيء من الظروف العديدة الأخرى، ومن المفهوم أن الكثير ينتابه القلق جراء عوزهم لتأمين حاجاتهم اليومية، ولكن ما لا يعرفه معظمهم أن تركيزهم على ذلك النقص والتفكير الدائم به وتوقع الأسوأ سيجعلهم يجترون بصورة آلية كميات أكبر من نفس نوعية المشكلات لحياتهم، وبالتالي فهم يضاعفون حجم المشكلة أكثر فأكثر، حتى تصبح مزمنة وأكثر صعوبة في الحل.

إن التفكير بالنتائج السلبية يعجل من تحققها، والتركيز على الامتنان والوفرة سيجذب المزيد منها، وهذه هي الطريقة التي خلق الله الكون بها، ولهذه الأسباب يصبح السعداء أكثر حظا، وينحدر الفقراء لفقر أشد وطأة، فكل شخص يصنع دوما حقيقته وواقعه الخاص بالاستناد التام للطريقة التي يفكر بها والمنظور الذي ينظر به.

إذا كنت بحاجة فعلية إلى شيء محدد أن يحدث في حياتك، فاستجمع أقصى ما تستطيع جمعه من الطاقة العاطفية الإيجابية ولا تفكر مطلقا في أن الأمور لن تحدث لصالحك، فالكون يتمتع بوفرة لا متناهية وكل شيء ممكن، ولهذا فاستفتح صباحك بالكثير من الحمد والشكر، وتدرب على زيادة حسن الظن بالكريم الوهاب.