كلمة اليوم

في كل يوم تثبت المملكة لليمن وللعالم أن ما يجري في اليمن ليس حربا كما هو مفهوم كل الحروب بقدر ما هو أشبه ما يكون بعملية جراحية لاستئصال المرض الذي ألم بهذا البلد الشقيق، وقطع أوصاله، وانتشر في بعض مفاصله مهددا حياته بالخطر والاعتلال. لو لم يكن الأمر كذلك، فكيف يمكن تفسير ما يقوم به البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن على سبيل المثال فقط لا الحصر؟، هل يوجد بلد على وجه الأرض يخوض حربا بالمعنى السائد يدخل ليعمر أرض خصمه؟، هل يوجد بلد على وجه الأرض يريد أن يبيد خصمه فيبعث له بقوافل المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية؟.

هذه معادلات لا تستقيم أبدا مع ما يجري في اليمن، حينما ينجح البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في دعم قطاع الكهرباء والطاقة في بعض المحافظات اليمنية المتضررة، كمشروع إنشاء البنية التحتية الكهربائية بمحافظة حجة، وقطعا ليس هو المشروع الوحيد الذي ينفذه البرنامج، وإنما نقدمه هنا كأنموذج فقط، حيث تم إنجازه بنسبة 100%، ويهدف إلى زيادة القدرة الإنتاجية للطاقة الكهربائية في المحافظة، ورفع أعداد المستفيدين منها مما سيسهم في تحسين حياتهم اليومية، وقد بدأ العمل بهذا المشروع الذي ستستفيد منه مديريتا «حيران» و«ميدي» في إبريل من هذا العام، حيث أعلن البرنامج تدشين عدة مشاريع لدعم قطاعات الزراعة والمياه والثروة السمكية والكهرباء والصحة، حيث تعد محافظة حجة من أشد المحافظات اليمنية حاجة للمشاريع الخدمية في مختلف قطاعات التنمية، وقد انعكس أثر هذا المشروع بشكل مباشر وإيجابي على حياة المواطنين هناك، ووفر الخدمات الكهربائية اللازمة لتشغيل الخدمات الطبية والمرافق والمنازل والمحال التجارية.

وهنالك أكثر من 11 مشروعا ينفذها البرنامج في المحافظة ذاتها، شملت إنارة الطرق بالطاقة الشمسية، وحفر الآبار، وتوزيع صهاريج المياه، وإنشاء وترميم وتأهيل المدارس، وإعادة تأهيل المركز الصحي، وتوزيع المولدات الكهربائية، وبناء ورش القوارب، والبيوت المحمية وغيرها. ويسهم البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في تحسين الحالة الاقتصادية لعدد من المحافظات اليمنية، بغية إعادة الحياة فيها إلى طبيعتها، وهذا ما يجيب عن تلك التساؤلات التي طرحناها في المقدمة فيما يتصل بغاية المملكة ودول التحالف من الحرب في اليمن، والتي لا تريد لهذا البلد الشقيق سوى أن يكون واحة للأمن والأمان بعد أن يسترد شرعيته، ويتم النأي به عن تدخلات الآخرين.