أمجاد سند - الدمام

اشتهرت عادات بعض الأهالي بالعديد من مناطق المملكة، منذ القِدَم بإعطاء المقبل على الزواج ما يسمى بالعانية وهي إحدى التقاليد الاجتماعية، التي ما زالت قائمة حتى وقتنا الحالي، وتسعى لإعانة المُقدِم على الزواج، سواء ماليًا أو عن طريق هدية مادية، والتي أصبحت تقع اليوم تحت الشكليات، التي قد يقوم بها البعض مرغمًا لمجاراة أقرانه ومعارفه دون اقتناع منه.

وتختلف وتتعدد ثقافة هذا العطاء، بين الحاضر والماضي وإيجابية الإعانة أو سلبيتها؛ كونها قد أمست أشبه بالدين، الذي يقع على عاتق المُعطى إليه، كما يتوجب رده.

تكلفة وتكلف

وأشارت أم سلطان لوجود هذه العادة لدى غالبية الأهالي، مخبرة أنها تقدم حسب معرفتها للرجل فقط دون الإناث على الزواج، حيث يُقَدَم له مبلغ مادي من أقربائه وأصدقائه، أو أحد أنواع الماشية؛ لإعانته في تقديم الطعام ليلة زفافه.

تطليق الزوجة

وقالت أم سلطان: غالبًا تقدم العانية يوم الزواج أو قبله بقليل، وتتمثل العادة في ذهاب جماعة من العائلة والأقرباء لإعطاء العانية بشرط عدم حضور الفرح أو تطليق الزوجة في حال عدم موافقتهم على أخذها، كما أنه كلما زادت المعزة والمقربة والقدرة زاد المبلغ المُعطى، والبعض قد يقوم بعدم صرف العانية المعطاة له، لعدم وجود السيولة المادية لإرجاعها، وهناك مَنْ يأبى أخذها كمَنْ يكتب (نعتذر عن عدم قبول العانية) في بطاقات الدعوة.

إناث وذكور

وأكدت سارة الغامدي أن هذه العادة ما زالت موجودة ولكن ليست في كل الأسر بحسب علمها، مؤكدة وجود أسر تعزف عن ذلك للحد من زيادة التكاليف الاقتصادية، والبعض قد يتفق على جمع مبلغ معيّن من جميع مَنْ يود المشاركة وإعطائه من الأقرباء بالدرجة الأولى من المقبل على الزواج من ذكور وإناث.

سلف ودين

وبيَّن فهد العبود أن العانية لا يوجد بها رقم معيّن أو مبلغ بعينه، وتهدى لإعانة المتزوج على تكاليف زواجه، وعادة تعطى قبل إقامة حفل الزفاف لإعانة المقبل عليه، مستكملًا إنه يرى أن من المفترض أن تكون بحسب الاستطاعة، ولكن البعض جعلها إما أن ترد بمثلها أو بأحسن منها؛ إذ إنها قد تتمثل أحيانًا بمبالغ خيالية والأخرى عينية مثل الهدايا الباهظة كالسيارات، التي لا يقوم بردها ينظر إليه نظرة العيب أو المقصر.

مبالغ باهظة

وقال فيصل الحربي: بعيدًا عن موضوع العينية، أرى أن تكاليف الزواج أمر غير منطقي، من استئجار القاعات بمبالغ باهظة إضافة إلى التكلف بمبلغ وجبة العشاء، كما أن هناك تكلفًا لمَنْ يأتي ليلبّي دعوة الحضور بالمسافة والعانية، وقد نرى البعض يكتب في بطاقة الدعوة لحضور الزواج (حضوركم تشريف وليس تكليفًا) ولكن المرء يخجل من أن يأتي صفر اليدين، خاصة إن كان شخصًا مقربًا، فأنا مع أن يقوم المرء بعمل حفل مصغر للأقرباء، وأرى ارتباطًا وثيقًا بين التكاليف المبذولة في الأعراس والعانية، فغالبية الناس تبذل العطاء لمَنْ يتكلف بإقامة الزواج، وقد يدفع البعض مبالغ طائلة، ويهدي سيارات.