واس – مكة المكرمة 

ألقى سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ كلمة خلال المؤتمر الدولي حول قيم الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب والسنة، وإعلان وثيـقة مكة المكرمـة أوضح فيها أن من خصائص هذا الدين الحق أن يكون ديناً وسطاً بين الغلو والجفاء ، ديناً عدلاً لا ظلم فيه ولا إجحاف ، تتصف جميع أحكامه وتشريعاته بالاعتدال والتيسير بعيداً عن الغلو والعنت والمشقة والحرج.

وأكد أن الأمة التي تدين بهذا الدين حقاً هي أمة وسط خيار ليس فيهم إفراط ولا تفريط . وقد تظافرت نصوص الكتاب والسنة على تقرير مبدأ الوسطية والاعتدال في هذا الدين الذي جاء لهداية البشرية جميعاً ، وأنه سيبقى ديناً صالحاً للتطبيق في حياة الناس إلى يوم القيامة ، وأن الأمة التي تؤمن بهذا الدين تتصف بوصف الوسطية والاعتدال من بين الأمم الأخرى فجاء في كتاب الله عز وجل أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أمة وسط خيار بين الأمم ، قال تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أمَةً وَسَطا لتكونوا شهداء عَلَى النَّاس وَيَكون الرسول عَلَيْكُمْ شهيدا ) ، وقال تعالى : ( كُنتُمْ خَيْرَ أمّة أخرجتْ لِلنَّاس تَأْمُرُونَ بالمعروف وَتَنْهَوْنَ عَنِ المنكر وتؤمنون بالله ) .

وقال سماحته: ومما يؤيد هذا المعنى قوله تعالى في سورة الفاتحة التي يقرأها كل مسلم في صلاته كل يوم : ( اهدِنَا الصِرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المغضوب عَلَيْهِمْ وَلا الضالين ) فإذا كان الصراط المستقيم غير صراط اليهود والنصارى ، وكان صراطهم صراط غلو في الدين ، دل ذلك على أن الصراط المستقيم الذي شرعه الله عز وجل صراط لا غلو فيه ، فهو بين طرفين إفراط وتفريط ، وهذا هو معنى الوسطية التي هي منهاج الدين الإسلامي .

وأشار الشيخ عبدالعزيز ال الشيخ إلى أنه كان هناك من حاد عن هذا المنهج الوسط قديماً وحديثاً فإنما هم من المتنطعين الذين أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم هم الهالكون والمنحرفون عن الجادة المستقيمة إما بغلوهم وإفراطهم أو بتفريطهم وتقصيرهم، وقد جاء هذا المؤتمر المبارك بعنوان ( قيم الوسطية والاعتدال في الكتاب والسنة ) لتجلية هذا الأمر المهم وبيانه وتسليط الضوء على خفاياه وتفاصيلها ، سائلا الله تعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين ، وسمو ولي عهده الأمين خير الجزاء على رعايتهما لهذا المؤتمر ، وأن يجعلهما ذخراً للإسلام والمسلمين .