محمد حمد الصويغ

التقليعات التي يمارسها بعض الشباب الطائشين بمركباتهم وعلى رأسها التفحيط والسرعة الجنونية وعدم الالتزام بأنظمة وقواعد المرور تعود كما أظن إلى عدم استغلالهم أوقات فراغهم فيما يعود عليهم بفائدة، فتلك سلوكيات خارجة عن المألوف ومرتكبوها بحاجة إلى تهذيب وتوعية، فثمة حوادث مؤلمة ومفجعة تخلفها تلك التقليعات والسلوكيات الخاطئة لا سيما ما يتعلق بظاهرة التفحيط والسرعة الجنونية داخل الشوارع المكتظة بالبشر وينتج عنها بطبيعة الحال إصابات بليغة قد تكون حرجة أحيانا، فتهور بعض الشباب واستهتارهم بأنظمة المرور يسببان العديد من الحوادث القاتلة.

تلك التصرفات الطائشة تستدعي بالضرورة فرض عقوبات صارمة للتقليل من آثارها وعواقبها الوخيمة على أصحابها وعلى من تقذف بهم الصدف أمام مركبات أولئك الطائشين، وأظن أن تقليعة التفحيط على سبيل المثال تمارس من قبل فئة من الشباب تشعر بألوان من الكآبة والإحباط والقلق والدونية فيشبعون هذا النقص بالتهور للتظاهر بالقوة والشجاعة، وعلاج هذه التقليعة تقع مسؤوليته في المقام الأول على الأسرة التي بإمكانها إشباع احتياجات أبنائها ومراقبتهم وتوعيتهم وإشراكهم في أنشطة مختلفة يزجون بها أوقات فراغهم.

والاهتمام بالسلامة المرورية لا يقع على كاهل رجالات المرور فحسب بل لا بد من تكاتف الجميع للمساهمة الفاعلة والإيجابية في الحد من إرهاب الشوارع إن صحت تسمية تلك التقليعات كالتفحيط والسرعة بهذه التسمية أو التشبيه، فالأسرة والمجتمع والجوامع والمدارس والأندية الرياضية والثقافية عليها دور كبير في النصح والتوجيه والإرشاد والتربية ومحاولة استغلال أوقات أولئك الشباب فيما يفيد ولا يضر، فالمسؤولية جماعية لا فردية.

وأود في هذا المقام الإشادة بلجان السلامة المرورية بمناطق المملكة، فهي تقوم بدور فاعل وحيوي من خلال برامجها التوعوية لجميع المراحل الدراسية للطلاب والطالبات، وتلك خطوات هامة من شأنها تفعيل برامج التوعية المرورية وتحويلها إلى أداء عملي على أرض الواقع، فتلك التقليعات والسلوكيات تمثل في مجموعها ظاهرة مزعجة يستدعي احتواؤها تضافر الجهود للقيام بأعمال متكاملة ومشتركة لتوعية الشباب بأخطار ما يقومون به من مخالفات مرورية.

ومن شأن تلك الأعمال المتكاملة أن تؤدي إلى كبح جماح تلك الأخطاء التي تنتج عنها حوادث مؤلمة وقاتلة، كما أن تلك الأعمال تؤدي في الوقت ذاته إلى التوعية بالأنظمة والقوانين المرورية التي لا بد من احترامها وتؤدي أيضا إلى البحث عن السبل الكفيلة بالقضاء على أوقات الفراغ التي تشكل سببا رئيسيا من أسباب لجوء بعض الشباب إلى تلك التقليعات والسلوكيات التي تضر بمصالحهم ومصالح مجتمعهم، كما أن الحملات التوعوية المرورية تشكل أهمية خاصة لكبح جماح تلك الأخطاء.

هي حملات لا بد من تكثيفها للتقيد بالأنظمة والقوانين المرورية الملزمة فربط حزام الأمان وعدم استخدام الجوال والتقيد بالسرعات المحددة والالتزام بالمسارات الصحيحة ونحوها هي حملات مفيدة للغاية، فتلك الحملات إضافة إلى تضافر كافة الجهات كالمدارس والأسر والجوامع والأندية لتثقيف تلك الفئة من الشباب وتوعيتها تمثل طريقا سالكا للتخفيف من الحوادث المرورية، ونشر أساليب التوعية مهمة أساسية سوف تقود إلى السلامة المرورية من جانب كما أنها سوف تقود إلى التخلص من تلك التقليعات والأساليب الشبابية الخاطئة.