عبداللطيف الملحم

قد لا يعلم الكثير أن السياحة النفطية في المنطقة الشرقية كانت موجودة منذ أكثر من 60 عاما عبر معرض صناعة الزيت الذي كان ولا يزال مقره مدينة الظهران. وأكثر من ذلك، كان معرض صناعة الزيت يقوم برحلات مكوكية إلى معظم مناطق المملكة. وكان هذا المعرض يحظى بحضور كبير لدى جميع الفئات العمرية. وقد كان هذا المعرض رغم صغر حجمه في تلك الفترة، إلا أن ما كان يتم عرضه وأسلوب عرضه أحد أسباب قرار الكثير الانخراط للعمل في شركة أرامكو السعودية أو الشركات المساندة لها في تلك الفترة

وفي الفترات اللاحقة. وفي وقتنا الحالي فقد أصبح معرض صناعة الزيت ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) جزءا مهما لكل من يزور المنطقة الشرقية سواء من الداخل أو الخارج. وهذا ما يحتم ضرورة وجود برامج سياحية تخص صناعة النفط.

وفي الولايات المتحدة الأمريكية توجد مناطق سياحية تدر مئات الملايين من الدولارات وتجذب ملايين الزائرين لمواقع أصغر بكثير مما لدينا من منشآت صناعية نفطية، ولكن تم تحويلها في نفس الوقت إلى أماكن سياحية تثقيفية. فمثلا توجد مدينة «هيرشي» التي يعتبر اقتصادها ليس فقط معتمدا على مصانع الشوكولاته المشهورة عالميا، ولكن من العدد الهائل للزائرين لمصانعها التي تم تطوير جزء منها ليكون من السهل أن ترى آلية صناعة الشوكولاته من مكان زراعة شجرة الكاكاو إلى خط الإنتاج النهائي. وبالطبع لا ننسى السياحة الصناعية لمصانع طائرات البوينغ بمدينة «سياتل». أي أنه من السهولة أن يتم إيجاد سياحة صناعية تخص صناعة البترول

والبتروكيماويات في كثير من محافظات المنطقة الشرقية. وهناك الكثير من الخيارات التي تخص حب الإطلاع والتثقيف في مناطق الاستكشاف والتكرير والتصدير وغيرها من المنشآت التي من الممكن أن يتم تهيئة جزء منها لهذا النوع من السياحة. ولعلم القارئ، فهذا أمر ليس بالجديد ولكن ممكن تطويره. فقد كنا في مراحل الدراسة في الماضي القريب يتم أخذنا في جولات على معرض صناعة الزيت و فرضة الجعيمة كنوع من التطبيق العملي وكنوع من النشاط اللامنهجي. ومجمل الحديث هو أن السياحة بصورة عامة والسياحة النفطية والصناعية بصورة خاصة تعتبر أحد أهم العوامل في التوظيف والتثقيف وتسليط الضوء على ما يتم إنجازه في هذه البلاد، إضافة لكونها تسلط الضوء على أهمية الوظائف الفنية والمهنية والتي كان في الماضي يشغلها الكثير من السعوديين من الأجيال الماضية.