أحلام القحطاني

تحلق المملكة عاليا في فضاءات المجد والتميز فقد أصبحت كما قال المتنبي «مالئ الدنيا وشاغل الناس» فكل يوم تقريبا نقرأ خبرا عنها يتداوله العالم أجمع، ويثور منه الحاقدون المتربصون فنجدهم كما عهدناهم يجعلون منها مرمى للانتقادات ويبدؤون بإشعال بيادق الانتقام التي تعشعش في دواخلهم، وكان الهدف هذه المرة وككل مرة يحوم حول المرأة السعودية التي طالما يحاولون تصدير هوانها وضعفها للعالم، وأن القوانين السعودية تعسفية حيالها مما يخدم مصالحهم ويهدم صورة المملكة التي أقلقت مضاجعهم، ولكنها لن تنزل عند رغباتهم فهي في برواز فولاذي من الأفعال التي تجعل منها سورا منيعا ضد أي تشويه أو هجمات تخريبية كهذه.

لقد حطت شياطينهم رحالها في تطبيق خدمي لتنشر من خلال التعبث بأهدافه ونوايا صانعيه سمومها، إذ زعمت بأن تطبيق «أبشر» أداة رقابية لمراقبة النساء السعوديات وكبت حريتهن وهذا غير صحيح على الإطلاق، فالتطبيق كغيره من التطبيقات في المملكة يقدم خدمات حكومية إلكترونية لجميع أفراد المجتمع من نساء ورجال ويشكل وسيلة أساسية ومباشرة لتنفيذ الإجراءات الخاصة بهم في أي وقت وأي مكان، كما أنه ليس بمستحدث أو جديد فهو يعمل منذ فترة ليست بالقصيرة، ومن هنا يأتي السؤال: لماذا لم يكن هذا الهجوم على التطبيق منذ انطلاقه إذا كان فعلا الهدف من الانتقاد النوايا الحسنة والمطالبة بحقوق كاملة للمرأة السعودية كما يدعون؟! ولماذا تم اختيار الانتقاد في هذا الوقت بالتحديد؟!.

هي خطة مدروسة وأبعد ما تكون عن حقوق الإنسان أو حرية المرأة، وقريبة جدا من مخالب سامة واجتماعات في الخفاء تنبعث منها روائح الخبث والمؤامرة، فالتجسس والتعقب والمراقبة لم تكن إلا منهم على كل شاردة وواردة من شؤون المملكة، قد كان الرد عليهم صادما من شعبها «جيشها العظيم» على تلك الانتقادات، فقد دافع الكثير من أبناء وبنات الوطن عن التطبيق بذكر مزاياه ودحض أي تشويه قد يطال بلدهم أو قوانينه، ولم تتردد الداخلية السعودية في استنكار تلك الحملة المغرضة التي تسعى للتشكيك في غاياته، فالغرض منه هو تيسير الخدمات التي توفرها للمواطنين والمقيمين في المملكة وما دون ذلك لا يعدو عن كونه محاولات بائسة لتشويه مقاصده.

إن ما تتعرض له المملكة من هجوم ما هو إلا تأكيد على أنها تسير في الطريق الصحيح الذي عجز منتقدوها عن سلكه، فكان الأجدر بهم أن ينشغلوا بشؤونهم الداخلية المهترئة قبل أن يجعلوا من المملكة شغلهم الشاغل الذي «أوقف حالهم»، ولن يكون تطبيق «أبشر» آخر محطاتهم ومحاولاتهم بل ستكشف لنا الأيام القادمة عن أهدافهم الجديدة التي لن تصيب مملكتنا المنيعة بسوء ولن تشوه أحدا غيرهم.