كلمة اليوم

منذ بروز ظاهرة الإرهاب بوجهها القبيح الكالح، متمثلة في تنظيم القاعدة ومن جاء بعده من تنظيمات شريرة تستهدف العبث بأمن واستقرار دول العالم دون استثناء محاولة تمرير أفكارها الطائفية الخبيثة بين صفوف أبناء تلك الدول، منذ ذلك التاريخ والمملكة تكافح تلك الظاهرة دون هوادة داخل أراضيها وداخل أراضي دول مجلس التعاون وداخل كل أرض في المعمورة، نظير ما تحمله تلك الظاهرة من أخطار وخيمة على كافة المجتمعات البشرية، وإزاء ذلك فإن المملكة ما فتئت تناهض تلك الآفة الخطيرة وتؤكد التزامها الثابت بتلك المناهضة، والتزامها الثابت في ذات الوقت بأهداف التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب أينما وجد، وتقليم أظافر الإرهابيين أينما وجدوا، وتلك حرب أعلنتها المملكة ضد الإرهاب وضد رعاته ومموليه.

وقد أكدت المملكة وما زالت تؤكد في كل المحافل استمراريتها في محاربة الإرهاب وداعميه، وتعهدت دائما بدعم كافة الجهود الدولية والإقليمية للقضاء على التنظيمات الإرهابية وتخليص المجتمعات البشرية من شرورها، فأنشطتها المدمرة تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، ليس داخل دول المنطقة العربية فحسب، بل داخل كافة شعوب العالم التي لم يسلم معظمها من صور الإرهاب بكل أشكاله ومسمياته وأهدافه الشيطانية، وقد تكرر دعم المملكة لموقفها الثابت إزاء تلك الظاهرة أمام الاجتماع الوزاري للدول الأعضاء في التحالف الدولي الذي انعقد أمس بالعاصمة الأمريكية.

هو دعم يتكرر دائما في كل محفل دولي لما له من أهمية بالغة لدحر تلك الظاهرة واحتوائها، وقد كانت المملكة من أولى الدول المؤسسة للتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، سواء تمثل في تنظيم داعش أو غيره من التنظيمات، وقد شاركت بفعالية في سائر العمليات العسكرية ضد التنظيم الداعشي وسائر التنظيمات الإرهابية، فالمملكة ملتزمة من هذا المنطلق بموقفها الثابت والمعلن لمكافحة الإرهاب ومناصرة أهداف التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، وقد تحقق التعاون المنشود بين كافة دول التحالف لمكافحة تلك الظاهرة الخطيرة واحتوائها.

وجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي في خطابه الأخير نوه بالجهود المثمرة التي تبذلها المملكة والإمارات لمحاربة تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، وأعمال الاجتماع الدولي بمشاركة واسعة من الدول والمنظمات الدولية المساندة للتحالف الدولي لمحاربة التنظيمات الإرهابية تدل دلالة واضحة على تصميم دولي لمكافحة ظاهرة الإرهاب وتنفيذ الإستراتيجية المرسومة التي وضعتها دول التحالف لمكافحة الإرهاب، وسوف تسعى المملكة مع دول العالم لمناهضة تلك الآفة الشريرة وملاحقة أصحابها وأعوانها ومموليها إلى أن يتخلص العالم منها بشكل نهائي وحاسم.