آمنة خزعل - الدمام

ارتفع عدد الفتيات والنساء المقبلات على رسم «التاتو» في الجسم، ووفق استطلاع أجرته «اليوم» فإن الفتيات اللاتي لا تتعدى أعمارهن الـ 20 عاما يقمن بخوض هذه التجربة، وأصبح الآن رسم هذه الأشكال على الجسم موضة بين الفتيات، والغريب أن بعض الفتيات يطلبن رسم أشكال غريبة ومخيفة.

» حجوزات الفتيات

وأوضحت خبيرة التاتو فاطمة مويس، أنه في مجال مهنتها التي دامت 8 سنوات ومن بدايتها لم يتوقف زحام حجوزات الفتيات على رسم التاتو، وبينت أن الإقبال كبير من الفتيات العشرينيات، وأن أصغر فتاة حجزت لرسم التاتو كان عمرها 12 عاما، وأكبر سيدة عملت التاتو كان عمرها 60 عاما، وذكرت المويس أنه توجد حالات معينة تأتي لتخفي بعض التشوهات في جسدها من العمليات القيصرية أو أي عملية أخرى، ويتم الرسم عليها ليتم إخفاؤها بشكل جمالي عن طريق حفر بعض الرسومات وبالأخص الثلاثينيات، وكررت أنه لا يوجد عمر معين للتوجه في هذا الموضوع، ولكن الأغلب للفتيات الصغيرات.

» إزالة التاتو

وبينت أنه يتم وضع التاتو بأدوات معقمة ونظيفة وتعبئتها بألوان مختلفة تصعب إزالتها، ولها أنواع كثيرة منها الخفيف والثقيل وتورد هذه الأدوات من الخارج، وذكرت أنه تتم إزالة هذه المادة بصعوبة جدا حتى أنها في بعض الأحيان لا تزال وتبقى دائمة، وعالميا أقوى جهاز يزيل التاتو هو جهاز (الرجفي)، وهذا الجهاز لابد أن يستعمل من قبل خبيرات ومتدربات على هذا الجهاز؛ لأن أي خطأ يعرض السيدة للخطر.

» الشخصيات المضادة

وأوضح الأخصائي النفسي حسين الشارد، أن انتشار الوشم مرتبط بالأشخاص الذين لديهم اضطرابات في الشخصية، وأثبتت بعض الدراسات أن من يرسمون ورق اللعب على أجسادهم هم غالبا من الشخصيات المضادة للمجتمع (السيكوباتيين)، وفي دراسة أخرى وجدوا أن الهدف من رسم الوشم هو نفسي لا شعوري لتعويض نقص في الشخصية.

كما تطرقنا مع الأخصائي النفسي حسين الشارد إلى موضوع تأثر الأطفال مستقبلا عندما يرون على أجسام أمهاتهم رسومات غريبة، فأكد أنه لا توجد دراسات وأبحاث تؤكد أنه توجد آثار نفسية على الأطفال إذا كانت الأم مستخدمة التاتو، ولكن قد يلجأ بعض الأطفال لتقليد الأم ورسم صورة ذهنية تجمل الوشم وتستمر معه حتى بلوغ مرحلة يستطيع عمل وشم على جسده.

» إرضاء الفضول

وبالحديث مع بعض الفتيات (تحتفظ اليوم بأسمائهن) قلن إنهن يلجأن لرسم التاتو على أجسامهن لجمال شكله وألوانه، وذكر البعض منهن إنهن يلجأن للرسم بما في مخيلتهن على أيديهن، وقالت إحداهن: «يتهمونا بالجنون وبعديمي الشخصية، وأنا لا أرى في شخصيتي شيئا يدل على الجنون بل التاتو شبه هواية أحب أن أراها فيّ».

وذكرت فاطمة السيهاتي أنها استخدمت التاتو «لإرضاء فضولها لا أكثر» وواجهت الكثير من الناس في المجتمع يتساءلون عن الشكل والألم المصاحب في وقت وضع التاتو، وأوضحت أنها لم تعمل على التاتو لإعجاب أحد أو لفت النظر، فقط كان لإشباع الفضول.

» بنية الأسرة

وأوضحت الأخصائية الاجتماعية لطيفة حميد، أن الأسرة هي البنية الأساسية التي تبني في فتياتها وشبابها القيم التي تقوي لديهم الثقة وتقوي كيانهم وشخصيتهم وأسلوبهم حتى لا يقلدوا ولا يصبحوا ضحية أي خطأ يجرفهم، وبينت أنه من الطبيعي أن يتم تقليد الفتيات بعضهن البعض في بعض الأمور، وذكرت أنه بالنسبة للموضة الجديدة التي تتدرج بين البنات الآن وهي تاتو الجسم، أرى أنه شيء غير لائق مجتمعيا، ويسبب إحراجات كثيرة في المجتمع بين النساء.

» جانب متفائل

ويرى الأختصاصي النفسي خالد مريط، أن الوشم علامة تدل على وجود جانب متفائل وجميل في حياة البعض والآخر يرى أنه جانب مظلم من حيث طبيعة الوشم وخصائصه الفنية، وهو في حالة ازدياد في الآونة الأخيرة عند النساء، وأوضح أن بعض الأشخاص يقومون بوشم أجسادهم بصورة «جمجمة أو أفعى» على أنه أمر قد يؤشر إلى انجذابهم للجانب المظلم، مضيفا إن الأمر لا يخلو من جانب مشرق ومتفائل إلى حد ما، فهناك في المقابل رسامون يستمدون نقوش الوشم التي يحفرونها على أجساد زبائنهم من مناظر الطبيعة من أزهار ونباتات وجبال وأنهار وخلافه.