د. شلاش الضبعان

الأزواج الأعداء

«زوجة وجدت زوجها يقرأ كتابا اسمه «كيف تصبح الآمر الناهي بالبيت؟» قالت له: ما شاء الله الحلو صاير يقرأ قصص خيالية!».هذه الطرفة وشبيهاتها تحمل رسالة سلبية نرى آثارها يميناً ويساراً مع شديد الأسف، فما توصله هذه الطرف التي تنقص من قدر الزوج أو الزوجة، هو أن العلاقة بين الرجل والمرأة ما هي إلا علاقة عداوة وأمر ونهي، وبالتالي نرى آثاراً غير صحية لهذا الأمر، فكثرة التكرار خطورتها كبيرة في تطبيع الشاذ.هناك نساء اليوم لا يتوقفن عن الشكوى من سيطرة الرجل وظلمه وتعنته، ويتطور الأمر إلى ضرورة نزع الولاية منه، رغم أن هذا الرجل الذي يُتكلم عنه بصيغة العموم هو الأب والزوج والابن والأخ. وأيضاً هناك زوجات ساخرات على الدوام من أزواجهن، ولا يذكرن عنهم إلا المساوئ.والرجال فيهم أيضاً ما في النساء، فهناك من يريد أن يقال عنه ظريف، فيحوّل مجالسه ولقاءاته إلى السخرية من شريكة حياته بأساليب تنقص قدره قبل أن تنقص قدر أم أولاده. ما المطلوب؟ أن نسكت. نعم، مطلوب أن نسكت عن أقرب الناس إلينا، ولا نعرّض أعراضهم لكل أحد، فالسخرية محرمة شرعاً، وتهدم ولا تبني. تهدم الثقة التي هي أساس الحياة وسبب من أسباب السعادة فيها، فأي نوع من الحياة سيكون بين زوجة تنظر إلى زوجها بانتقاص، والعكس صحيح؟!وتهدم مؤسسة البيت التربوية، فأي نظرة ستحملها البنت والابن لوالد تسخر منه والدتهما ولا تتوقف عن ذكر مساوئه عند أخواتها وصاحباتها؟! وكيف يثقان أيضاً بأم يُقال عنها ما يقال؟!يجب أن نحكّم عقولنا، ولا تجرفنا المتع الوقتية غير محسوبة العواقب، ويجب أن ندرك تمام الإدراك أنه زوج كامل أو زوجة كاملة، فلكل مواطن قوته وضعفه وفي الحديث الشريف يقول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه «لا يفرك -يُبغض- مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر»!وأيضاً لا يمكن أن يخلو بيت -بل وأي شراكة- من المشاكل الناشئة من اختلاف وجهات النظر، ولكن العاقل يعطي كل مشكلة حجمها.وبهذا تسير الحياة.