عبدالله الزبدة

ممثلون ترانزيت

وصلتني دعوة لحضور مسرحية «ترانزيت 2» قبل نهاية الإجازة الصيفية بأيام لمجموعة من الممثلين الشباب بالأحساء، وكان هذا العمل المسرحي من تأليف عبدالعزيز بوسهيل، والمخرج محمد الحمد، وبمشاركة من الممثل الكويتي سلطان الفرج. مسرحية جميلة وهادفة تدور أحداثها عن أسرة بسيطة لا تملك بيتا والأبناء يلحون على والدهم بأخذ قرض من البنك للسفر إلى بلد يجهلون قوانينها فيتعرضون لعدة مشاكل.لم تجذبني الأحداث كثيرا، لكن أكثر ما لفت انتباهي وأعجبني هو الشباب وإبداعهم في اتقان الأدوار وخفة الظل مما جعل جميع الحاضرين في المسرحية لا يتوقفون عن الضحك وتفاعلهم في جميع المشاهد، وأغلب الممثلين من الشباب يمتلكون موهبة التمثيل، ولكن هذه المواهب لا تجد الدعم المادي ولا المكاني كي تكون أكثر تمكنا وارتقاء بالعمل المسرحي ويكون أكثر تكاملاً ويستخدم فيه أحدث التقنيات الحديثة، ومع بساطة التجهيزات للعرض لم يلتفت الجمهور لها، مع جهود الممثلين في سرعتهم لتغيير خلفيات المسرح مع كل مشهد، وعندما سألت المؤلف عن الجهد الذي يفعله الممثل بتغييره الخلفية أجابني بأنهم جميعاً يتعاونون فيما بينهم، ويأتون بالأمور الخاصة بالمسرحية من إكسسوارات وغيرها لإكمال العمل المسرحي وهم في غاية الحب والسعادة للتمثيل. جميعنا نعلم ما يكتسب المسرح من أهمية فنية واجتماعية كبيرة فهو يلعب دورا كبيرا في بناء افكار المجتمع وإظهار مكان الخلل ومعالجتها عن طريق الفكاهة، وهو تعبير عن الهموم وكل ما يعيشه المجتمع ليصبح علاقة المجتمع بالمسرح علاقة متكاملة، فالممثل المسرحي يتصل اتصالا مباشرا بالناس ويتأثر بهم ويتأثرون به، ليس جميع الفنانين يجيدون فنون المسرح، والمسرح هو الدعامة الرئيسية في بناء الفن، لذا فقد استحق عن جدارة لقب أبو الفنون، فعند الجلوس في صفوف الجماهير ومواجهة خشبة المسرح، فإن صاحب النظرة القاصرة لا يرى عليها سوى عرض تمثيلي، أما صاحب النظرة الثاقبة فيجد عليها مأدبة فنية، وهو أول الأنماط الإبداعية التي عرفها الإنسان.وأخيراً.. توجد في الأحساء كنوز من الشباب الموهوبين في التمثيل ونسمع عن مشاركاتهم والجوائز التي يحصدونها لكن لا نراهم على المسرح في الأحساء؛ لعدم وجود مسرح عام للفنون لقلة الدعم المالي، وغالباً ما يستخدمون مسارح الدوائر الحكومية، نحتاج من هيئة الترفيه أن تدعم المحافظة ببناء مسرح حديث ومجهز بأحدث التقنيات، وإيجاد دعم مالي لجمعية الفنون بالمقر ليصبح واجهة فنية لأن الأحساء تزخر بفنانين مبدعين.