عبدالرحمن المرشد

هل نحتاج جامعيين فقط في بلدنا؟

تتجدد في كل عام مشكلة القبول الجامعي لأبنائنا وبناتنا وتزداد الأعباء على أرباب الأسر للبحث عن المعارف والأصدقاء لعل وعسى نجد من يهرع لنجدتنا في القبول، وهو شعور طبيعي فالجميع لا يريد لفلذات كبده البقاء في البيت وما يتبعه من فراغ ومشاكل خلاف الشعور الذي تربينا عليه أن من لا يحصل على الشهادة الجامعية فإن الطرق مسدودة أمامه وتتقلص لديه أبواب الرزق. يصدر كل عام مع نهاية فترة القبول الجامعي بيان من وزارة التعليم يؤكد أنه تم خلال هذا السنة قبول ما يقارب من 90 - 95% من خريجي الثانوية في الجامعات ونهلل فرحا بهذا الرقم الكبير سعيدين بأننا من أكبر الدول لتحقيق هذا الإنجاز بينما في الدول المتقدمة لا يتم قبول سوى 60% من خريجي الثانوية العامة كحد أقصى والبقية يتجهون للمعاهد الفنية والكليات المتوسطة في تخصصات فنية يحتاجها سوق العمل؛ لسد النقص في هذا الجانب لديهم بأيد ماهرة وطنية، وهذا ما يفترض أن نعمله نحن من باب أولى بسبب النقص الكبير جدا في الفنيين وسيطرة العمالة الوافدة على هذه المهن وما تدره من مكاسب كبيرة يغفل عنها أبناؤنا تتجاوز بأضعاف ما يحصل عليه الموظف الإداري الجامعي.سعودة هذه المهن لا يمكن أن يتم إلا بهذه الطريقة لنستطيع تخريج شباب مدرب مؤهل في تخصصات نحتاجها في كل منزل مثل الكهرباء والسباكة والنجارة والحدادة وغيرها، بشرط قذف ثقافة العيب خلف ظهورنا التي تقف عائقا أمام انطلاقتنا نحو سعودة هذه المهن، ولذلك لا بد من برنامج وطني تتبناه وزارة الثقافة والإعلام يبرز محاسن ومزايا هذه المهن وأنها ليست عيبا، فالنبي داوود -عليه السلام- كان خياطا ونبينا محمد -عليه الصلاة والسلام- رعى الغنم.. فهل تتبناها الوزارة؟.