كلمة اليوم

العملة الواحدة وتسهيل الحج

جميع الأوساط السياسية في العالم تعلم أن الدوحة وطهران تمثلان وجهين لعملة واحدة، فارتماء الدوحة في أحضان النظام الإيراني تطبيقا لسياسة الاستقواء للخروج من أزمتها الحالية يمثل في حد ذاته استمرارية قطر في دعمها للإرهاب بمختلف تنظيماته ودعمها لإرهاب الدولة المتمثل في النظام الإيراني المصنف من قبل المجتمع الدولي على أنه تنظيم إرهابي.هما مصدران للإرهاب، فاذا كانت طهران مستمرة في تصديرها لثورتها الدموية إلى كثير من أقطار وأمصار العالم وثبت ضلوعها في مختلف العمليات الإرهابية التي حدثت بالمملكة والبحرين والكويت، فان الدوحة تمثل وجها آخر للإرهاب بدعمها لتنظيماته وايوائها لعناصر إرهابية تمثل خطرًا داهمًا على الأمن القومي لدولة قطر وخطرًا على دول مجلس التعاون الخليجي وعلى دول المنطقة وعلى الدول الإسلامية والصديقة، كما أن دعمها سياسيًا وإعلاميًا لتلك التنظيمات يضاف إلى كل المخاطر المهددة لأمن واستقرار وسيادة دول المنطقة.لقد أجمع الخبراء الأمنيون والمحللون السياسيون في العالم على خطورة التدخل القطري السافر في الشؤون الداخلية للدول العربية وتمويل الجماعات الإرهابية في البحرين وغيرها من الدول تماما كما هو الحال مع النهج الإيراني المرفوض، وقد نددت المنامة مرارًا وتكرارًا بالخطر القطري والإيراني على أمنها القومي واستقرارها وسيادتها، ولايزال هذا الخطر يتهدد البحرين ويتهدد دول المنطقة بأسرها.ورغم ما تتبجح به الوسائل الإعلامية القطرية والإيرانية من عرقلة المملكة لحجاج البلدين ومنعها أداء القطريين والإيرانيين لمناسك حجهم فان تلك الأكاذيب والادعاءات المكشوفة ردت الى نحور قادة البلدين، فالمملكة بشهادة دول العالم قاطبة مازالت تفتح ذراعيها مرحبة بالمسلمين القطريين والإيرانيين لأداء فريضتهم الايمانية شاجبة كل الممارسات القطرية والإيرانية لتسييس موسم الحج، وقد رفضت المملكة هذا المسعى العدواني فالخلافات السياسية بين المملكة وقيادات الدوحة وطهران لا يجب استغلالها لتسييس الحج بأي شكل من الأشكال.وقد فشلت المحاولات الإيرانية السابقة في مواسم حج منفرطة بتسييس هذا الموسم، وتلك محاولات منيت بفشل ذريع، وها هي تعاود الكرة مرارًا في هذا الموسم لتسييسه، وتشاطرها الدوحة في هذا المسعى الخطير الذي لا يمثل في حقيقته إلا ذرائع واهية للهروب من تنصل الدولتين الإرهابيتين من سائر العمليات الاجرامية التي نفذت ومازالت تنفذ في كثير من دول العالم. ستظل المملكة خادمة للحرمين الشريفين وخادمة لضيوف الرحمن من كل الجنسيات وترحب بقدومهم الى الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج، ولكنها في ذات الوقت ترفض رفضًا قاطعًا ما تمارسه السلطات الإيرانية والقطرية بتسييس هذا الموسم لتخريبه والعبث بأمن وطمأنينة وسلامة ضيوف الرحمن وهم يؤدون أحد أركان عقيدتهم الاسلامية السمحة، وهو رفض تكرره المملكة باستمرار.