عبد اللطيف الملحم

إلا الحرم المكي الشريف

ليس بالمستغرب أن تسمع شيئا هنا وشيئا هناك فيما يخص ما يجري من أحداث بين المملكة وبعض دول الخليج من جهة وبين دولة قطر من جهة أخرى. سواء أكان كلاما مفبركا أم صحيحا فيما يخص أمورا صغيرة قد يكون سببها تصرف شخصي من جاهل أو بقصد إثارة التعاطف أو بقصد التأجيج. ومن الطبيعي أن نسمع ردودا من وسائل الإعلام القطرية وغيرها، ولكن سمعنا كلاما يخص أطهر بقاع الأرض وقبلة المسلمين فيما يخص منع من يحمل الجنسية القطرية وطريقة معاملتهم في مكة المكرمة. ففي البداية سمعنا من يتناقل الأخبار المشوهة عن قيام السلطات السعودية بمنع قطريين من دخول الكعبة المشرفة. وبعد أن اتضح لمن أراد أن يصطاد في الماء العكر فداحة خطأ كلامه فيما يخص منع الدخول إلى الكعبة المشرفة فأراد أن يكحلها فأعماها حين قال ان السلطات السعودية منعت مواطنين من دولة قطر من دخول المسجد الحرام. وهنا نتوقف لحظة فيما يخص هذا الأمر. لأن سياسة المملكة معروفة للجميع وهي أنه لم يسبق أن صدر أي منع لأي حاج أو معتمر من اي جنسية مهما كانت علاقتنا معها متوترة. فقد رأينا الحجاج والمعتمرين الإيرانيين يأتون بأعداد كبيرة رغم التوتر والقطيعة في أحيان كثيرة بين البلدين وبالطبع وغيرها من البلاد التي لا تربطنا بهم أي علاقة دبلوماسية. فيبقى السؤال ما الذي يدفع أشخاصا واضح أنهم يعرفون المملكة وسياستها ورعايتها تجاه كل معتمر أو حاج لتأليف أخبار مفبركة تخص شعائر دينية حرصت المملكة على بذل كل ما يتوافر لديها من إمكانيات لخدمة الإسلام والمسلمين ليأتي شخص نكرة ويقوم بالتشكيك في تلك الجهود. إنه أمر مؤسف أن يتم الزج بأمر له علاقة بالدين وتحريك المشاعر وكذلك فتح الطريق للدعاية المضادة للإسلام والمسلمين خاصة أن الأمر يتعلق بأقدس بقاع الأرض في وقت الشهر الفضيل. إن تناول وسائل التواصل الاجتماعي لأمر يتعلق بالدين وبعدها تناوله من قبل وسائل إعلام أجنبية خاصة أن من أراد التشويش تحدث عن منع مسلمين من دخول المسجد الحرام لهو أمر يجب التوقف عنده. فهناك خلاف في وجهات النظر وصل إلى حد القطيعة بين المملكة و قطر، ولكن إلا المسجد الحرام فاتركوا الحديث عنه.