شلاش الضبعان

تم تكريمك! إذن يرحمك الله!

في إداراتنا الحكومية - وبعض شركات القطاع الخاص ليست بعيدة عنها - إذا تم تكريم الموظف المتميز والثناء عليه، فاعلم أن ذلك بمثابة العزاء، فالرجل الآن في دار البقاء، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وعوّض تعبه خيراً!.فمن قواعدنا الإدارية التي لها منظروها ومريدوها، أنه لا يمكن تكريم الموظف المتميز ما دام حياً، بل ولا حتى الثناء عليه حتى (لا يكبر رأسه)!.بل ليت المميز يسلم، فكل الأعمال التي من اختصاصه - والتي ليست من اختصاصه- تحوّل عليه حتى نكسر ظهره ونحوّله - مثل غيره - إلى موظف يوقع في الصباح ثم يرجع لفراشه، براتب كامل وتقدير أداء وظيفي لا يقل عن 90!. حتى التواصل مع الموظف المتميز والاستفادة من تجربته وأفكاره الإبداعية يعتبر من المكروهات في إداراتنا الحكومية، فالمميز يفهم عمله وبالتالي قد يعترض على ما يراه من ممارسات تعيق تحقيق الأهداف، أما إذا كان يعترض على مبادرات سعادة المدير الإبداعية فقد خرج من دائرة المكروه إلى مقارفة الكبيرة التي لا يُقبل من صاحبها صرف ولا عدل حتى ولو أعلن التوبة على رؤوس الأشهاد!.إن كنا نريد لإداراتنا أن تتميز فلنحرص على إعطاء كل ذي حق حقه، وحيث إن المدير في أغلب الأحيان لا يملك قرار ترقية ولا زيادة راتب، فليبذل جهده بما يستطيع أثناء عمل الموظف وليس بعد تقاعده ورحيله، ومن أبسط ما يستطيع المدير الثناء وحفظ السابقة بالتجاوز عن الخطأ في حال حصوله، والتقدير اللائق حتى بعد التقاعد، ففي ذلك رسالة محفزة لمن هم على رأس العمل.وقد قال الشاعر العربي لكل مدير:لا خيل عندك تهديها ولا مال ** فليسعد النطق إذ لم يسعد الحال.المتميز كنز يجب المحافظة عليه والاستثمار به، ففي المنظمات المتميزة يتم التسابق على الظفر بالموظفين المتميزين وتوفير فرص النجاح لهم، أما تقديم الحوافز المادية والمعنوية للموظفين المتميزين بعد تقييم دقيق وصادق لكل ما يقدمه الموظف، فهو من أبجديات العمل!عزيزي المدير! هل إدارتك كذلك؟إذا كان جوابك: لا! فلا تكذب على نفسك بادعاء التميز!.