عبدالوهاب الفايز

الحسناء...والدكتاتور!

في لقاء مجلس الأمن الأخير، اجتمع الرجال والنساء ليتحدثوا عن مآسي العالم، وكثير من النساء طبعا يتحدثن من قلوبهن.ولو شاء القدر أن تكون القيادة في هذا العالم بأيدي النساء، لربما أصبح عالمنا أكثر أمنا وسلاما. النساء يتحدثن ثم يتحدثن، وإذا اختلفن وحمي الوطيس وتطور إلى عنف، اخر دعواهن (شد الشعر) وإذا تساوى لديهن الإحساس بالألم يستسلمن لطبيعتهن، ثم تسكن الأجساد والأنفاس، ويبقى كبرياء النفس يمنعهن من (إفلات الشعر)، حتى يتدخل طرف ثالث ليفك الاشتباك وينتهي الأمر بسلام. هذه قناعة وليست تعليقا عابرا على مشهد عابر! مجلس الأمن في جلساته المتكررة، لا تأتي شجاعة الكلام إلاّ من النساء. تذكرون رئيسة الأرجنتين كرستينا فيرنانديز دي كيرشنر، في مجلس الأمن (ومن ثم في الجمعية العامة للأمم المتحدة) في سبتمبر الماضي، عندما تحدثت عن ازدواجية المعايير في النظام الدولي وانتقدت تجاهل طلبات الأرجنتين منذ سنوات بعيدة بتسليم المسؤولين عن تفجير الأرجنتين الذي أثبتت التحقيقات تورط حزب الله اللبناني فيه. ولم يلق حديثها الترحيب طبعا، ولكنها سجلت موقفا إنسانيا في المحفل الدولي. (وأيضا عندما استرسلت في كلمتها في الأمم المتحدة ووجهت انتقادات كبيرة لاذعة للمنظمة الدولية قُطعت الترجمة!!) في جلسة الاستماع لمجلس الأمن أول أمس تحدثت المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الممثلة المشهورة انجيلينا جولي من قلبها عن معاناة آلاف السوريين ووبخت المجتمع الدولي على تقاعسه وتساهله. المشهد المؤذي دائما والجارح للاحساس في مجلس الأمن هو مشهد مندوب الدكتاتور بشار الأسد يجلس ليدافع عن نظام المجرم! هذه هي الصورة السريالية العبثية في المجتمع الدولي، الحسناء تجلس مع مندوب الجزار والدكتاتور! وفي هذا المنبر يجري الحديث عن الأمن والسلام، والملايين من البشر يتحولون يوميا إلى المعاناة والمآسي، بالذات النساء والأطفال، بسبب الحروب والأمراض والكوارث الطبيعية. مندوب الأسد يجلس بكل ثقة ليدافع عن نظام مجرم يرى العالم ماذا يفعل كل يوم، وهناك من يحميه في المجلس الموقر ويعطيه الفرصة ليكذب ثم يكذب، وهل يلام أصحاب العقول والشرفاء في العالم ألاَّ يحملوا أيَّ تقدير واحترام لمجلس الأمن.لو كان المجلس يحترم مشاعر أصحاب العقول التي ترى وتسمع ماذا يحدث على المسرح الدولي لما تم السماح لمن يمثلون الأنظمة المجرمة، مثل نظام بشار الأسد، التي تتسبب في المآسي للبشرية لان يقتربوا من مبنى المنظمة الدولية، وجريمة ان يعطوا الفرصة ليكذبوا ثم يكذبوا. حماية للضمير العالمي الحي، الأجدر تعليق عضوية سوريا في المنظمة الدولية حتى يكون للمنظمة الدولية الموقف المشرف من مصائر الشعوب. مندوب بشار الأسد المجرم في مجلس الأمن.. كل ما يفعله هو تسلية المجتمع الدولي بحكاية الذئب والحمل الشهيرة: (وقف الذئب يوماً ليشرب من أعلى النبع، فإذا بحمل صغير يشرب من أسفله، زجره الذئب: لماذا تعكر عليّ الماء؟ فقال الحمل الصغير: كيف أعكر عليك الماء وأنت في أعلى النبع، والماء يأتيني من جهتك!محظوظ بشار، لديه من يستمتع بالحكاية.. ( الأذن الروسية تقع عليها كالموسيقى!)ونحن لنا العزاء في قلوب النساء!• • •الدكتور محمد البرادعي، مساعد رئيس الجمهورية المصري السابق، أعجبه موقف الممثلة الأمريكية انجيلينا جولي بعد قيامها بزيارة مخيمات اللاجئين السوريين 11 مرة بشكل متواصل خلال الفترة الأخيرة. البرادعي كتب في تغريدة عبر حسابه الشخصي على تويتر، مساء الجمعة: انجليينا جولي زارت مخيمات اللاجئين السوريين 11 مرة، وأطلعت مجلس الأمن اليوم على الوضع المأساوي لـ 4 ملايين لاجئ. من منا، كاخوة عرب، حرك ساكنا؟