تظل منطقة العوامية بمحافظة القطيف عنوانًا حضاريًا بارزًا، وأرضًا للأمن والسلام وسماحة الإنسان الذي يأتي من عميق إرثها وجذورها الضاربة في التاريخ، وذلك ما عززه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية بوضع حجر الأساس لتطوير وسط العوامية خلال تشريفه لها الأسبوع الماضي.
ذلك التطوير يأتي في سياق ما أكده سموه بأن خادم الحرمين الشريفين حريص كل الحرص على أن يرى كل جزء من بلاده يحظى بالتنمية التي تواكب باقي المناطق والمحافظات في المملكة، وبهذا فنحن في خضم المعادلة التنموية الشاملة التي تغطي بمظلتها الجميع بلا استثناء أو تمايز، وهو منهج اعتادت عليه قيادتنا الرشيدة في تنمية كل منطقة، وتطوير وسط العوامية جزء من منظومة تطوير أكبر تليها مشاريع قادمة في القطيف.
وما يميز مشروع تطوير وسط العوامية استلهامه للتاريخ الغني والثقافة التراثية المعمارية التي تتميز بها منطقة القطيف التاريخية، ما يضعنا أمام اتجاهات رؤية 2030 التي توظف المكان والزمان لصالح الإنسان وتطوره في مقبل الأعوام، لذلك فإن مثل هذا المشروع يستعيد جمال التاريخ والتراث القطيفي ويعيد للعوامية أجمل سيرها الحضارية بكل ما فيها من سلام وتسامح وتعايش.
ولعل الرسالة النبيلة في زيارة سمو الأمير سعود للمحافظة تكفي للدلالة على قيمة المنطقة وأثرها الكبير في الفعل الحضاري، من واقع أن إنسانها أكبر من أن يتوقف في محطات العبث المتطرفة التي ضربت العوامية في الفترة الأخيرة، وحين تبدأ مسيرة التنمية والتطوير تكون الاستجابة من صميم التفاعل الكامن في عقول وأنفس جميع الأهالي الذين ينتظرون مثل هذه المشاريع التي تنتقل بهم إلى ما يتطلعون إليه من نماء ورخاء.
هذا المشروع التنموي رسالة أمان وسلام تظلل أهالي العوامية البسطاء، وتمنحهم دعم القيادة والدولة، كما أنه بمثابة سلاح ناعم في وجه التطرف والعنف يجرّد الكثيرين من أي نزعات عنيفة تسلب الأهالي طمأنينتهم وتهدد أمنهم، فهم لا يستحقون إلا أن يعيشوا بأمن وحب كما اعتادوا طوال تاريخهم، فهنيئا لهم مرحلة جديدة من التطور واستعادة مسيرتهم في العمل والإنتاج والمساهمة الإيجابية الفاعلة في بناء بلادنا الغالية التي تستحق بدورها كل الحب والعطاء وسلام الدنيا.