في الوقت الذي يتصدى فيه الوطن ورجال أمنه البواسل للذين استمرأوا الجريمة واستخفوا بحياة الناس وبتعاليم الدين الحنيف وبمصالح البلاد والعباد، واستمروا في غيهم وعنادهم وجعلوا من شياطين الجريمة أخلاء وأصدقاء، وفي الوقت الذي نستهجن هذه الأفعال المناقضة للمروءة والوطنية وصحيح الدين، فإنه يتعين أيضاً أن نشيد بالذين تدبروا وأعادوا التفكير في مسلكهم، وقرروا تحرير أنفسهم وعقولهم من دعايات الضلال والتضليل والتغرير والأوهام. ومن هؤلاء الذين تحرروا أولاً من أسر الشياطين ودعاة الضلال والجريمة والدم، المواطن محمد بن عيسى بن صالح ال لباد الذي بادر إلى تسليم نفسه بعد أكثر من خمس سنوات على إعلان اسمه في قائمة المطلوبين لقوات الأمن في محافظة القطيف. وعلى الرغم من تسليم نفسه متأخرا، إلا أننا نشيد بشجاعته وإقدامه على خطوة رجولية بتسليم نفسه، وهو بذلك أولاً ينقذ نفسه واسمه من الاستمرار في قائمة العار الإرهابية السوداء المعادية للإنسانية والوطن، ومن أن يغرر به دعاة الضلال لارتكاب جرائم قتل وإزهاق أرواح أناس، وليواجه الحقيقة بشجاعة ولتحظى خطوته هذه بتقدير. والأرجح أن محمد آل لباد، لم يقدم على هذه الخطوة جبناً ولا تخاذلاً ولا إغراء، لكنه قرر في لحظة صفاء أن يتحرر من الوصمة والعار ومن براثن شبكات الاستخبارات العالمية وخلاياها وقوانين الظلم والظلام، وأن يعود إلى النور مواطنا شريفاً باسلاً مطمئناً آمناً وفيا لوطنه وبلاده وأسرته وأهله.