يبدو أن الحوثي قاتل بالفطرة، أو أن الإيرانيين دربوه على شهوة القتل، حتى أنه إذا لم يجد إنسانًا يقتله قتل المساجد وانتهك حرمتها بالتفجير الكلي والقصف بالسلاح الثقيل، وإذا تواضع نهب كلصٍ محتوياتها البسيطة. برنامج التواصل مع علماء اليمن رصد في دراسة استقصائية من 2013 إلى 2016 تفجيرات الحوثيين للمساجد، ما يؤشر إلى فكر وعقيدة شاذة لحربهم هناك، إذ لم يفعل ذلك حتى الغزاة والمحتلون الأجانب لبلدان المسلمين. لقد بلغ عدد المساجد التي دمروها في صنعاء 282 مسجدًا وفي صعدة 115 مسجدًا.. المساجد التي فجروها بلغت 80 مسجدًا بينما بلغ عدد المساجد التي قصفوها بالدبابات والأسلحة الثقيلة 41 مسجدًا، فيما اقتحموا وعبثوا إلى وقت إجراء الدراسة بحوالي 117 مسجدًا وحولوا 157 منها إلى ثكنات عسكرية.
طبعا لا يمكن أن تسأل الحوثي عن ذنب المسجد ومن بداخله حتى يفجره بقنبلة أو يقصفه بدبابة، مثلما لا يمكنك أن تسأل الداعشي لماذا يفجر كنيسة أو يهد مزارًا دينيا على رأس زواره. السؤال هنا إن حدث عبثي ولا طائل من ورائه، إلا اللهم إذا أردت أن ترص الجرائم الإرهابية وتفند أنواعها من أجل الاعتبار أو التوثيق. الإرهابيون يتشابهون في تصرفاتهم وجرائمهم التي لا يقبلها المنطق ولا يستسيغها العقل.
هم يقتلون ويفجرون وينتهكون ويغتصبون على أساس من عقائد خاصة اخترعوها وصدقوها وزينها لهم شيوخهم وملاليهم ووعاظهم. ولو جئت بألف دليل على أن الإسلام حرم انتهاك دور العبادة للمسلمين وغير المسلمين لما أقنعتهم. ما يحرك أمثال هؤلاء هو (الأدلجة) المبنية على كره الآخر ونفيه وإحراق مكان صلاته. والمشكلة أن هناك إلى الآن من يحاول أن يدافع عنهم وينفي خبَثهم كأنه لا يرى ولا يسمع ولا يتعظ. المكابرون لا يقلون عن الإرهابيين في خطرهم، بل لعلهم أخطر لأنهم يزينون للناس جرائمهم وإلا كيف يشكك شخص بقصف الحوثيين للمساجد وهو يراهم يقتلون على الهوية أبناء جلدتهم لصالح الإيراني.