مسألتان مهمتان برزتا في نهاية الأسبوع.
الاولى: إجازة الكونغرس الأمريكي قانون «جاستا» الذي يسمح للأمريكيين بمقاضاة دول، وبالذات بشأن أحداث 11 ستبمبر 2001.
والثانية: «التقلبات» الجديدة للرئيس اليمني السابق، «المخلوع» علي عبدالله صالح.
مسألة الكونغرس وقانون «جاستا» الملغوم، ليست متعلقة بأي مسألة حقوقية، بل قضية سياسية بحتة، والذين أخرجوها، ذوو عقول أيديولوجية حمقاء متطرفة توالي إسرائيل أو توالي طهران، مستعدون للتضحية بالغالي والرخيص من أجل الإساءة إلى المملكة، وحتى وإن كانت هذه الإساءة تحمل في طياتها إساءة أكبر لأمريكا ولإيران.
وتسابق نواب أمريكا وشيوخها لإجازة المشروع بالرغم من أن الضرر الأمريكي من القانون واضح، وربما يؤدي إلى تقليص المملكة التعاون مع الولايات المتحدة في مسألة الإرهاب، فالتعاون السعودي الأمريكي في مكافحة الإرهاب، حقن دماء آلاف الأمريكيين، بتبادل المعلومات بين البلدين، كما أن المملكة بلد ذو مصداقية، وأثمر تعاون البلدين التاريخي عن نجاحات عديدة في مجالات كثيرة وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب وتحقيق مصالح مشتركة للبلدين في المسرح الدولي وتبادل اقتصادي مثمر للبلدين أدى لفوائد متبادلة.
من ناحية حقوقية فإن المملكة مطمئنة، لكن المزعج أن المسألة سوف تتحول إلى أن تكون مسرحا للابتزازيين، ومسوقي السوء، والذين يدعون البطولات، وأولهم أدوات طهران في واشنطن.
وإيران مستعدة لأن تدفع لهم ثروات طائلة فقط من أجل إزعاج المملكة، مع أن إيران ليست بريئة، وتقامر في مسائل الإرهاب، وسبق أن أدينت طهران وميلشياتها في محكمة أمريكية برعايتها ومساعدتها الإرهابيين الذين نفذوا هجمات 11 ستبمبر 2001، وقدم لهم حزب الله تدريبات فنية ورعاية خاصة. وفي الحقيقة فإن مرشد إيران أحمق وحاقد على المملكة لأنها تجهض مخططاته العدوانية، لهذا لا يمانع أن تدان إيران وتغرم إذا كان ذلك ثمنا لإزعاج المملكة.
أما سلوكيات «المخلوع» صالح، فهي التي تعكس الصورة التي يمر بها اليمن، وسوف تبقى تتحكم في بعض عناصر المسألة اليمنية لسنين مقبلة.
صالح متأزم ومتقلب..
في بداية عاصفة الحزم شن هجوما على دول التحالف العربي والمملكة على وجه الخصوص، وتراوحت تصريحاته بين عدوانية وتصالحية، حسب غضبه ورضاه.
وقبل شهر واحد، أدلى المخلوع بتصريحات تصالحية تحدث عن المملكة العربية السعودية «الشقيقة الكبرى» وقال: إنه لا ينسى معروفها تجاه دعم اليمن واستقبالها له للعلاج، لأنه «وفي» ثم حينما تجاهلت المملكة تصريحاته ولم تنجح خطته، عاد قبل يومين إلى لغة القذف والتجني والفبركات.
ويبدو أن المخلوع يحاول إقناع نفسه بأنه لا يزالا زعيما يمسك أوراق اللعبة، بينما يضطر للتحدث بخنوع ومذلة واستسلام عن الحوثيين الذين اشتبك معهم في ست حروب.
الحقيقة أن صالح وضع نفسه في ورطة تاريخية، وليس أمامه إلا المناورات، فهو يعلم بأن الحوثيين، ومن ورائهم إيران، تحالفوا معه، مرحليا، لاستثمار علاقاته ورجاله وليس ثقة فيه ولا إيمانا بزعامته، ويعلمون بأنه خداع لداغ. والمملكة ودول الخليج عرفت مكره وتقلباته وخداعه، والقوى الدولية تنظر إليه على أنه رئيس فاسد مخلوع مطرود. لهذا هو يغني على ليلاه وحده، انتظارا لمعجزة تنقذ جلده من محرقة سيعدها له اليمنيون بعد أن يتضح لهم أنه هو الذي أغرى الحوثيين وساعدهم على أن يشعلوا محرقة اليمن وإدخاله في حرب مدمرة وإرسال أبنائهم إلى المقابر، في نطاق لعبة مقامرة لإحداث معجزة تنقذه من مصير بائس لو تمكنت الدولة اليمنية من بناء مؤسساتها وقواها وإرساء الحق والعدالة والقانون.
- وتر
المتاجرون بدماء الأبرياء..
يفتحون المزادات..
قلب طفلة، وحليب رضيع، وأمشاج أم..
وجسد تأكله رياح السموم..
وعناوين الفضائيات تتنكر للمغدورة
ودموع الثكالى..
وعذابات اللاجئين..
وتحتفل بالبنادق والخناجر المسمومة.