ألقت اضطرابات الحالة الاقتصادية في أمريكا والعالم بظلالها على المستهلكين، ما زاد من توجههم نحو الإحجام عن شراء السلع من أول معروضات البقالة إلى الأجهزة والمركبات، وغير ذلك من السلع والخدمات، وخاصة السيارات المستعملة.
وفي هذا السياق، قال موقع "أوتو نيوز" الأمريكي، في الموضوع الذي ترجمت صحيفة "اليوم" أبرز ما جاء فيه، إن العديد من تجار السيارات المستعملة يشعرون بالقلق على حجم عملياتهم البيعية، وذلك في ضوء ارتفاع أسعار المركبات المستعملة فضلاً عن الجديدة، وذلك بسبب زيادات أسعار الفائدة التي تثبط عزيمة المستهلكين القلقين بشأن القدرة على تحمل التكاليف، وربما تمنع المزيد منهم من الشراء من سوق السيارات المستعملة.
كما قالت مجلة "أوتو ويك" إن أسعار السيارات المستعملة ارتفعت في يناير 2023، واستمرت مشكلات تكدس السيارات المستعملة في إزعاج الوكلاء، حيث يتجه غالبية المستهلكين إلى توقيع عقود إيجار المركبات وليس شراء.
التوترات بين البنوك والوكالات
على الجانب الآخر، تزداد التوترات بين البنوك والوكالات البيعية، مع ارتفاع معدلات التخلف عن سداد القروض وإعادة التملك بسرعة، مع استمرار نمو أسعار الفائدة واختفاء حوافز التمويل.
ويقول الخبراء، إنه إذا استمرت هذه الحالة، فستنمو المخزونات من السيارات المستعملة لدى الوكالات والتجار، مما قد يسمح للمستهلكين باستعادة بعض النفوذ في السوق، بخفض أسعار المركبات المستعملة، والخصم من حصص ربح الوكلاء.
ارتفاع أسعار السيارات الجديدة
منذ حوالي عامين حتى الآن، كانت أكثر الأشياء شيوعًا في صناعة السيارات هي أن السيارات باهظة الثمن تزداد أسعارها يومًا بعد يوم.
لكن مع اختناق سلاسل التوريد، وقوى العمل المتقلصة، والحد الأدنى من المواد التي يمكن استخدامها، يواجه المصنعون ببساطة صعوبة في صناعة سيارات جديدة، ما يعني أن القليل المتاح يتطلب أسعارًا أعلى.
وتعيش أسواق المستعمل أسوأ حالاتها، حيث يرتفع متوسط أسعار السيارات المستعملة إلى 33،513 دولارًا منذ مارس 2022، مع وصول أسعار الفائدة لقروض السيارات المستعملة إلى متوسط 10.57٪ خلال شهر يناير.
لا تتسرع في شراء المستعمل
وحول ذلك، يقول الخبراء إنه لا ينبغي للمستهلكين التسرع في شراء سيارة مستعملة.
يُظهر تحليل من شركة"كوكس أوتوموتيف" أنه بينما تستمر أسعار السيارات المستعملة في الانخفاض ببطء، ارتفعت الأسعار على مستوى البيع بالجملة بنسبة 2.5٪ في يناير.
ويقول المحلل السوقي، جوناثان سموك، إن المعروض من السيارات المستعملة قد انخفض بالفعل.
وأشار سموك إلى أنه "نظرًا لارتفاع أسعار الجملة مع بداية العام، فليس من المحتمل أن يستمر مؤشر أسعار المستهلكين في الانخفاض بأسعار المستعمل".
قالت ديانا لي، وهي خبيرة في الصناعة ولديها خبرة في إدارة الوكالات، وتقديم الاستشارات للمصنعين القدامى، إن القدرة على شراء سيارة مستعملة بسعر معقول قد تعتمد في الواقع على المكان الذي تعيش فيه.
وترى ديانا لي أنه في الوقت الحالي أفضل خيار أمام الكثيرين هو البحث عن صفقة سيارات مستعملة من بائعين خاصين.
